يَا بنَ عَبّاسٍ ، عَلَيكَ بِتَقوَى اللّهِ وَالعَدلِ بِمَن وُلّيتَ عَلَيهِ ، وأن تَبسُطَ لِلنّاسِ وَجهَكَ ، وتُوَسِّعَ عَلَيهِم مَجلِسَكَ وتَسَعَهُم بِحِلمِكَ . وإيّاكَ وَالغَضَبَ ؛ فَإِنَّهُ طِيَرَةٌ مِنَ الشَّيطانِ ، وإيّاكَ وَالهَوى ؛ فَإِنَّهُ يَصُدُّكَ عَن سَبيلِ اللّهِ .
وَاعلَم أنَّ ما قَرَّبَكَ مِنَ اللّهِ فَهُوَ مُباعِدُكَ مِنَ النّارِ ، وما باعَدَكَ مِنَ اللّهِ فَهُوَ مُقَرِّبُكَ مِنَ النّارِ . وَاذُكرِ اللّهَ كَثيرا ولا تَكُن مِنَ الغافِلينَ .
ورَوى أبو مِخنَفٍ لوطُ بنُ يَحيى قالَ : لَمَّا استَعمَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ عَلَى البَصرَةِ خَطَبَ النّاسَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى رَسولِهِ ، ثُمَّ قالَ :
يا مَعاشِرَ النّاسِ ، قَدِ استَخلَفتُ عَلَيكُم عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ ، فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا أمرَهُ ما أطاعَ اللّهَ ورَسولَهُ ؛ فَإِن أحدَثَ فيكُم أو زاغَ عَنِ الحَقِّ فَأَعلِموني أعزِلهُ عَنكُم ؛ فَإِنّي أرجو أن أجِدَهُ عَفيفاً تَقِيّاً وَرِعاً ، وإنّي لَم اُوَلِّهِ عَلَيكُم إلّا وأنَا أظُنُّ ذلِكَ بِهِ ، غَفَرَ اللّهُ لَنا ولَكُم .
فَأَقامَ عَبدُ اللّهِ بِالبَصرَةِ حَتّى عَمِلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلَى التَّوَجُّهِ إلَى الشّامِ ، فَاستَخلَفَ عَلَيها زيادَ بنَ أبيهِ ، وضَمَّ إلَيهِ أبَا الأَسوَدِ الدُّؤَلِيَّ ، ولَحِقَ بِأَميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام ، فَسارَ مَعَهُ إلى صِفّينَ . ۱
ط ـ قُدومُ الإِمامِ عليه السلام إلَى الكوفَةِ
۳۷۶.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود وغيره :لَمّا قَدِمَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِنَ البَصرَةِ إلَى الكوفَةِ يَومَ الِاثنَينِ لِثِنتَي عَشرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وثَلاثينَ ، وقَد أعَزَّ اللّهُ نَصرَهُ ، وأظهَرَهُ عَلى عَدُوِّهِ ، ومَعَهُ أشرافُ النّاسِ وأهلُ