ومثّل معاوية في التحكيم ، فخدع أبا موسى الأشعري ؛ إذ جعل نتيجة التحكيم لمصلحة معاوية ۱ ، فمهّد الأرضيّة لفتن اُخرى .
وكان أحد المخطّطين البارعين للسياسة الدعائيّة المناهضة لأمير المؤمنين عليه السلام ۲ . وإنّ قيامه بتعكير الأجواء ، وتضليل الناس ، وانتقال المواقف ضدّ أمير المؤمنين عليه السلام معلم على لؤمه وقبحه ومكره ، وأشار الإمام إلى شيء من ذلك إشارة بليغة في الخطبة 84 من نهج البلاغة .
قاتل ابنُ العاص محمّدَ بن أبي بكر في مصر ، فغلبه وأحكم قبضته عليها . ۳
هلك سنة 43 ه ۴ . وخلّف ثروة طائلة ، ودراهم ودنانير وافرة . وذُكر أنّ أمواله المنقولة بلغت سبعين رقبة جمل مملوءة ذهبا . ۵
شِدَّةُ أسَفِهِ عِندَ المَوتِ
۳۷۹.تاريخ اليعقوبي :لَمّا حَضَرَت عَمرا الوَفاةُ قالَ لِابنِهِ : لَوَدَّ أبوكَ أنَّهُ كانَ ماتَ في غَزاةِ ذاتِ السَّلاسِلِ ؛ إنّي قَد دَخَلتُ في اُمورٍ لا أدري ما حُجَّتي عِندَ اللّهِ فيها .
ثُمَّ نَظَرَ إلى مالِهِ فَرَأى كَثرَتَهُ ، فَقالَ : يا لَيتَهُ كانَ بَعرا ، يا لَيتَنيِمتُّ قَبلَ هذَا اليَومِ بِثَلاثينَ سَنَةً ؛ أصلَحتُ لِمُعاوِيَةَ دُنياهُ ، وأفسَدتُ ديني ، آثَرتُ دُنيايَ وتَرَكتُ آخِرَتي ، عُمِّيَ عَلَيَّ رُشدي حَتّى حَضَرَني أجَلي ، كَأَنّي بِمُعاوِيَةَ قَد حَوى مالي ، وأساءَ فيكُم خِلافَتي .
وتُوُفِّيَ عَمرٌو لَيلَةَ الفِطرِ سَنَةَ 43 ه ، فَأَقَرَّ مُعاوِيَةُ ابنَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ عَمرٍو . ۶
1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۵۱ و ص۷۰ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۸۴ .
3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۰ ـ ۱۰۵ .
4.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۱۳ ح۵۹۰۷ .
5.سير أعلام النبلاء : ج۳ ص۷۷ الرقم۱۵ .
6.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۲۲ .