489
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

فَقالَ عَبدُ اللّهِ : أرى أنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه و آله قُبِضَ وهُوَ عَنكَ راضٍ ، وَالخَليفَتانِ مِن بَعدِهِ ، وقُتِلَ عُثمانُ وأنتَ عَنهُ غائِبٌ . فَقِرَّ في مَنزِلِكَ فَلَستَ مَجعولاً خَليفَةً ، ولا تُريدُ أن تَكونَ حاشِيَةً لِمُعاوِيَةَ عَلى دُنيا قَليلَةٍ ، أوشَكَ أن تَهلِكَ فَتَشقى فيها .
وقالَ مُحَمَّدٌ : أرى أنَّكَ شَيخُ قُرَيشٍ وصاحِبُ أمرِها ، وإن تَصَرَّمَ هذَا الأَمرُ وأنتَ فيهِ خامِلٌ تَصاغَرَ أمرُكَ ، فَالحَق بِجَماعَةِ أهلِ الشّامِ فَكُن يَدا مِن أياديها ، وَاطلُب بِدَمِ عُثمانَ ، فَإِنَّكَ قَدِ استَنَمتَ فيهِ إلى بَني اُمَيَّةَ .
فَقالَ عَمرٌو : أمّا أنتَ يا عَبدَ اللّهِ فَأَمَرتَني بِما هُوَ خَيرٌ لي في ديني ، وأمّا أنتَ يا مُحَمَّدُ فَأَمَرتَني بِما هُوَ خَيرٌ لي في دُنيايَ ، وأنَا ناظِرٌ فيهِ . ۱

ج ـ وَعدُ المُؤازَرَةِ المَشروطَةِ

۳۹۱.سير أعلام النبلاء عن يزيد بن أبي حبيب وعبد الواحد بن أبي عون :لَمّا صارَ الأَمرُ في يَدِ مُعاوِيَةَ ، استَكثَرَ مِصرَ طُعمَةً لِعَمرٍو ما عاشَ ، ورَأى عَمرٌو أنَّ الأَمرَ كُلَّهُ قَد صَلَحَ بِهِ وبِتَدبيرِهِ ، وظَنَّ أنَّ مُعاوِيَةَ سَيَزيدُهُ الشَّامَ ، فَلَم يَفعَل ، فَتَنَكَّرَ لَهُ عَمرٌو . فَاختَلَفا وتَغالَظا ، فَأَصلَحَ بَينَهُما مُعاوِيَةُ بنُ حُدَيجٍ ، وكَتَبَ بَينَهُما كِتابا بِأَنَّ : لِعَمرٍو وِلايَةَ مِصرَ سَبعَ سِنينَ ، وأشهَدَ عَلَيهِما شُهودا ، وسارَ عَمرٌو إلى مِصرَ سَنَةَ تِسعٍ وثَلاثينَ ، فَمَكَثَ نَحوَ ثَلاثِ سِنينَ ، وماتَ . ۲

۳۹۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذِكرِ عَمرِو بنِ العاصِ ـ: إنَّهُ لم يُبايِع مُعاوِيَةَ حَتّى شَرَطَ أن يُؤتِيَهُ أتِيَّةً ، ويَرضَخَ لَهُ عَلى تَركِ الدِّين رَضيخَةً . ۳

1.وقعة صفّين : ص۳۴ .

2.سير أعلام النبلاء : ج۳ ص۷۳ الرقم۱۵ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۸۴ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
488

2 / 5

تهيُّؤ معاوية للحربالحرب

أ ـ إشارَةُ عَمرِو بنِ العاصِ

۳۸۹.شرح نهج البلاغةـ في شَرحِ كَلامِهِ عليه السلام فِي اليَومِ الثّاني مِن بَيعَتِهِ بِالمَدينَةِ ، حَيثُ أمَرَ عليه السلام بِرَدِّ كُلِّ قَطيعَةٍ أقطَعَها عُثمانُ وكُلِّ مالٍ أعطاهُ مِن بَيتِ المالِ ـ: قالَ الكَلبِيُّ : ثُمَّ أمَرَ عليه السلام بِكُلِّ سِلاحٍ وُجِدَ لِعُثمانَ في دارِهِ مِمّا تَقَوّى بِهِ عَلَى المُسلِمينَ فَقُبِضَ ، وأمَرَ بِقَبضِ نَجائِبَ كانَت في دارِهِ مِن إبِلِ الصَّدَقَةِ فَقُبِضَت ، وأمَرَ بِقَبضِ سَيفِهِ ودِرعِهِ ، وأمَرَ ألّا يُعرَضَ لِسِلاحٍ وُجِدَ لَهُ لَم يُقاتَل بِهِ المُسلِمونَ ، وبِالكَفِّ عَن جَميعِ أموالِهِ الَّتي وُجِدَت في دارِهِ وفي غَيرِ دارِهِ ، وأمَرَ أن تُرتَجَعَ الأَموالُ الَّتي أجازَ بِها عُثمانُ حَيثُ اُصيبَت أو اُصيبَ أصحابُها .
فَبَلَغَ ذلِكَ عَمرَو بنَ العاصِ وكانَ بِأَيلَةَ مِن أرضِ الشّامِ ، أتاها حَيثُ وَثَبَ النّاسُ عَلى عُثمانَ فَنَزَلَها فَكَتَبَ إلى مُعاوِيَةَ : ما كُنتَ صانِعا فَاصنَع . إذ قَشَرَكَ ابنُ أبي طالِبٍ مِن كُلِّ مالٍ تملِكُهُ كَما تُقشَرُ عَنِ العَصا لِحاها . ۱

ب ـ الاِستِعانَةُ بِعَمرِو بنِ العاصِ

۳۹۰.وقعة صفّين عن عمر بن سعد ومحمّد بن عبيد اللّه :كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلى عَمرٍو وهُوَ بِالبَيعِ مِن فِلَسطينَ : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّهُ كانَ مِن أمرِ عَلِيٍّ وطَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ما قَد بَلَغَكَ . وقَد سَقَطَ إلَينا مَروانُ بنُ الحَكَمِ في رافِضَةِ أهلِ البَصرَةِ ، وقَدِمَ عَلَينا جَريرُ بنُ عَبدِ اللّهِ في بَيعَةِ عَلِيٍّ ، وقَد حَبَستُ نَفسي عَلَيكَ حَتّى تَأتِيَني . أقبِل اُذاكِرك أمراً .
فَلَمّا قُرِئَ الكِتابُ عَلى عَمرٍو استَشارَ ابنَيهِ عَبدَ اللّهِ ومُحَمَّدا فَقالَ : اِبنَيَّ ، ما تَرَيانِ ؟

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۷۰ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 396056
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي