491
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

عُثمانَ مِنكَ . ثُمَّ ذَكَرتُ خَذلَكَ إيّاهُ وطَعنَكَ عَلى أنصارِهِ فَتَغَيَّرتُ لَكَ ، وقَد هَوَّنَ ذلِكَ عَلَيَّ خِلافُكَ عَلى عَلِيٍّ ، ومَحا عَنَكَ بَعضَ ما كانَ مِنكَ ، فَأَعِنّا ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ عَلى حَقِّ هذَا الخَليفَةِ المَظلومِ ، فَإِنّي لَستُ اُريدُ الإِمارَة عَلَيكَ ، ولكِنّي اُريدُها لَكَ ، فَإِن أبَيتَ كانَت شورى بِينَ المُسلِمينَ . ۱

ز ـ إعلانُ الحَربِ

۳۹۶.وقعة صفّين عن محمّد وصالح بن صدقة :كَتَبَ عَلِيٌّ عليه السلام إلى جَرَيرٍ [رَسولِهِ إِلى مُعاوِيَةَ] بَعدَ ذلِكَ :
أمّا بَعدُ ؛ فَإِذا أتاكَ كِتابي هذا ، فَاحمِل مُعاوِيَةَ عَلَى الفَصلِ ، وخُذهُ بِالأَمرِ الجَزمِ ، ثُمَّ خَيِّرهُ بَينَ حَربٍ مُجلِيَةٍ ، أو سِلمٍ مُحظِيَةٍ ، فَإِنِ اختارَ الحَربَ فَانبِذ لَهُ ، وإنِ اختارَ السِّلمَ فَخُذ بَيعَتَهُ .
فَلَمّا انتَهَى الكِتابُ إلى جَريرٍ أتى مُعاوِيَةَ فَأَقرَأَهُ الكِتابَ ، فَقالَ لَهُ : يا مُعاوِيَةُ ، إنَّهُ لا يُطبَعُ عَلى قَلبٍ إلّا بِذَنبٍ ، ولا يُشرَحُ صَدرٌ إلّا بِتَوبَةٍ ، ولا أظُنُّ قَلبَكَ إلّا مَطبوعا . أراكَ قَد وَقَفتَ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ كَأَنَّكَ تَنتَظِرُ شَيئا في يَدَي غَيرِكَ . فَقالَ مُعاوِيَةُ : ألقاكَ بِالفَيصَلِ أوَّلَ مَجلِسٍ إن شاءَ اللّهُ . فَلَمّا بايَعَ مُعاوِيَةَ أهلُ الشّامِ وذاقَهُم قالَ : يا جَريرُ ! الحَق بِصاحِبِكَ . وكَتَبَ إلَيهِ بِالحَربِ ، وكَتَبَ في أسفَلِ كِتابِهِ بِقَولِ كَعبِ بنِ جُعَيلٍ :

أرَى الشّامَ تَكرَهُ مُلكَ العِراقِوأهلُ العِراقِ لَها كارِهونا
وكُلٌّ لِصاحِبِهِ مُبغِضٌيَرى كُلَّ ما كانَ مِن ذاكَ دينا۲

1.وقعة صفّين : ص۷۱ .

2.وقعة صفّين : ص۵۵ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
490

د ـ اِستِغلالُ قَميصِ عُثمانَ

۳۹۳.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :كانَ أهلُ الشّامِ لَمّا قَدِمَ عَلَيهِمُ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ بِقَميصِ عُثمانَ الَّذي قُتِلَ فيهِ مُخَضَّبا بِدَمِهِ ، وبِأَصابِعِ نائِلَةَ زَوجَتِهِ مَقطوعَةً بِالبَراجِمِ ؛ إصبَعانِ مِنها ، وشَيءٌ مِنَ الكَفِّ ، وإصبَعانِ مَقطوعَتانِ مِن اُصولِهِما ، ونِصفُ الإِبهامِ ، وَضَعَ مُعاوِيَةُ القَميصَ عَلَى المِنبَرِ ، وكَتَبَ بِالخَبَرِ إلَى الأَجنادِ .
وثابَ إلَيهِ النّاسُ ، وبَكَوا سَنَةً ۱ وهُوَ عَلَى المِنبَرِ وَالأَصابِعُ مُعَلَّقَةٌ فيهِ ، وآلَى الرِّجالُ مِن أهلِ الشّامِ ألّا يَأتُوا النِّساءَ ، ولا يَمَسَّهُمُ الماءُ لِلغُسلِ إلّا مِنِ احتِلامٍ ، ولا يَناموا عَلَى الفُرُشِ حَتّى يَقتُلوا قَتَلَةَ عُثمانَ ، ومَن عَرَضَ دونَهُم بِشَيءٍ أو تَفنى أرواحُهُم . فَمكَثوا حَولَ القَميصِ سَنَةً ، وَالقَميصُ يوضَعُ كُلَّ يَومٍ عَلَى المِنبَرِ ويُجَلَّلُهُ أحيانا فَيُلبَسُهُ ، وعُلِّقَ في أردانِهِ أصابِعُ نائِلَةَ . ۲

ه ـ المصالَحَةُ مَعَ الرُّومِ

۳۹۴.مروج الذهب :قَد كانَ مُعاوِيَةُ صالَحَ مَلِكَ الرُّومِ عَلى مالٍ يَحمِلُهُ إلَيهِ لِشُغلِهِ بِعَلِيٍّ . ۳

و ـ الاِستِنصارُ مِن مَكَّةَ وَالمَدينَةِ

۳۹۵.وقعة صفّين عن زياد بن رستم :كَتَبَ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ خاصَّةً ، وإلى سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، ومُحَمَّدِ بنِ مَسلَمَةَ ، دونَ كِتابِهِ إلى أهلِ المَدينَةِ ، فَكانَ في كِتابِهِ إلَى ابنِ عُمَرَ :
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّهُ لَم يَكُن أحَدٌ مِن قُرَيشٍ أحَبَّ إلَيَّ أن يَجتَمِعَ عَلَيهِ الاُمَّةُ بَعدَ قَتلِ

1.في الكامل في التاريخ : «فبكوا على القميص مدّة» ، وهو الأصحّ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۶۲ .

3.مروج الذهب : ج ۲ ص ۳۸۷ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302159
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي