511
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

إرجاعه ، فابتعد عن خيمة معاوية بقلب ملؤه الأسى ؛ كي لا يصل إلى مولاه أذى . فيا عجبا لكلّ هذا الإيثار مع ذلك التحجّر ، واسوداد ضمائر المناوئين للإمام عليه السلام ، وقبح سرائرهم ! !
إنّ أعظم ما تميّز به مالك هو معرفته العميقة للإمام عليه السلام وتواضعه أمام مولاه ، ذلك التواضع النابع من وعيه الفذّ ، ومعرفته العظيمة .

ح ـ قِتالُ الإِمامِ عليه السلام بِنَفسِهِ

۴۲۱.وقعة صفّين عن جابر بن عمير الأنصاريـ في بَيانِ شَجاعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام في حَربِ صِفّينَ ـ: لا وَاللّهِ الَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِالحَقِّ نَبِيّا ، ما سَمِعنا بِرَئيسِ قَومٍ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أصابَ بِيَدِهِ في يَومٍ واحِدٍ ما أصابَ ؛ إنَّهُ قَتَلَ فيما ذَكَرَ العادّونَ زِيادَةً عَلى خَمسِمِئَةٍ مِن أعلامِ العَرَبِ ، يَخرُجُ بِسَيفِهِ مُنحَنِيا فَيقولُ : مَعذِرَةً إلَى اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وإلَيكُم مِن هذا ، لَقَد هَمَمتُ أن أصقُلَهُ ولكِن حَجَزَني عَنهُ أنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ كَثيرا : «لا سَيفَ إلّا ذو الفَقارِ ، ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ» وأنا اُقاتِلُ بِهِ دونَهُ .
قالَ : فَكُنّا نَأخُذُهُ فَنُقَوِّمُهُ ، ثُمَّ يَتَناوَلُهُ مِن أيدينا فَيَتَقَحَّمُ بِهِ في عُرضِ الصَّفِّ ، فَلا وَاللّهِ ما لَيثٌ بِأَشَدَّ نِكايَةً في عَدُوِّهِ مِنهُ ، رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ رَحمَةً واسِعَةً . ۱

ط ـ طُمَأنينَةُ الإِمامِ عليه السلام في ساحَةِ القِتالِ

۴۲۲.وقعة صفّين عن أبي إسحاق :خَرَجَ عَلِيٌّ يَومَ صِفّينَ وفِي يَدِهِ عَنَزَةٌ ، فَمَرَّ عَلى سَعيدِ بنِ قَيسٍ الهَمدانِيِّ ، فَقالَ لَهُ سَعيدٌ : أ ما تَخشى يا أميرَ المُؤمِنينَ أن يَغتالَكَ أحَدٌ وأنتَ قُربَ عَدُوِّكَ ؟ فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إنَّهُ لَيسَ مِن أحَدٍ إلّا عَلَيهِ مِنَ اللّهِ حَفَظَةٌ يَحفَظونَهُ مِن أن

1.وقعة صفّين : ص۴۷۷ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
510

4 . كان أهل الرقّة ۱ من أنصار عثمان ، فدمّروا الجسور المنصوبة على نهر الفرات لخلق العقبات أمام الجيش العلوي الذي كان قوامه مِئة ألف مقاتل . فعزم الإمام عليه السلام على الرجوع والبحث عن معبر آخر ؛ لأنّه لم يُرد أن يستخدم القوّة العسكريّة ويقسر الناس على القيام بعمل شاقّ ، وهنا عرّف مالك نفسه لأهل الرقّة وهدّدهم ، فاضطرّوا إلى نصب جسر للعبور ، وعبر الجيش بالفعل .
5 . حال جيش معاوية دون وصول جيش الإمام عليه السلام إلى الماء ، فاستبسل ومعه الأشعث بن قيس حتى تمكّن الجيش من الحصول على الماء .
6 . تولّى مالك قيادة الخيّالة عند نشوب الحرب .
7 . كان له الدور الأكبر في صولات ذي الحجّة . وحين بدأت الحرب في شهر صفر ودامت ثمانية أيّام ، كان مالك في يومين منها قائدا عامّا لها على الإطلاق .
8 . كان مقاتلاً لا نظير له في المواجهات الفرديّة ، ولم ينكص قطّ عند مواجهة أحد .
9 . في الأيّام الأخيرة من المعركة ، كان حلّالاً للمشاكل العويصة فيها ، وكان يحضر بأمر مولاه حيثما ظهرت مشكلة فيبادر إلى حلّها .
10 . تألّق مالك تألّقا عظيما في وقعة الخميس وليلة الهرير .
11 . قاد مع أصحابه جولة مرعبة مهيبة من جولات صفّين ، فتقدّم حتى وصل خيمة معاوية فجرَ يومِ جمعةٍ ، ولم يكن بينه وبين الانتصار الأخير وإخماد نار الفتنة الاُمويّة إلّا خطوة واحدة ، فتآمر الأشعث والخوارج وأجبروا الإمام عليه السلام على

1.الرَّقّة : من مدن سوريا الحاليّة، وهي مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام (راجع : معجم البلدان : ج۳ ص۵۹) .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302517
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي