513
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

القومُ بَعضُهُم لِبَعضٍ إلى أن حَجَزَ بَينَهُمُ اللَّيلُ . ۱

ل ـ حيلَةُ مُعاوِيَةَ

۴۲۵.وقعة صفّينـ في بَيانِ ما قالَهُ مُعاوِيَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ حينَ بَلَغَهُ شِعرُ الأَشتَرِ ـ: قَد رَأَيتُ أن أَكتُبَ إلى عَلِيٍّ كِتابا أسأَلُهُ الشّامَ ـ وهُوَ الشَّيءُ الأَوَّلُ الَّذي رَدَّني عَنهُ ـ واُلقِيَ في نَفسِهِ الشَّكَّ وَالرَّيبَةَ . فَضَحِكَ عَمرُو بنُ العاصِ ، ثُمَّ قالَ : أينَ أنتَ يا مُعاوِيَةُ مِن خُدعَةِ عَلِيٍّ ؟ ! فَقالَ : أ لَسنا بَني عَبدِ مَنافٍ ؟ قالَ : بَلى ، ولكِن لَهُمُ النُّبُوَّةُ دونَكَ ، وإن شِئتَ أن تَكتُبَ فَاكتُب . فَكَتَبَ مُعاوِيَةُ إلى عَلِيٍّ مَعَ رَجُلٍ مِنَ السَّكاسِكِ ، يُقالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عُقبَةَ ، وكانَ مِن ناقِلَةِ ۲
أهلِ العِراقِ ، فَكَتَبَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أظُنُّكَ أن لَو عَلِمتَ أنَّ الحَربَ تَبلُغُ بِنا وبِكَ ما بَلَغَت وعَلِمنا ، لَم يَجِنها بَعضُنا عَلى بَعضٍ ، وإنّا وإن كُنّا قَد غُلِبنا عَلى عُقولِنا فَقَد بَقِي لَنا مِنها ما نَندَمُ بِهِ عَلى ما مَضى ، ونُصلِحُ بِهِ ما بَقِيَ . وقَد كُنتُ سَأَلتُكَ الشّامَ عَلى ألّا يَلزَمَني لَكَ طاعَةٌ ولا بَيعَةٌ ، فَأَبَيتَ ذلِكَ عَلِيَّ ، فَأَعطانِي اللّهُ ما مَنَعتَ ، وأنا أدعوكَ اليَومَ إلى ما دَعَوتُكَ إلَيهِ أمسِ ، فَإِنّي لا أرجو مِنَ البَقاءِ إلّا ما تَرجو ، ولا أخافُ مِنَ المَوتِ إلّا ما تَخافُ . وقَد وَاللّهِ رَقَّتِ الأَجنادُ ، وذَهَبَتِ الرِّجالُ ، ونَحنُ بَنو عَبدِ مَنافٍ لَيسَ لِبَعضِنا عَلى بَعضٍ فَضلٌ إلّا فَضلٌ لا يُستَذَلُّ بِهِ عَزيزٌ ، ولا يُستَرَقُّ حُرٌّ بِهِ . وَالسَّلامُ . ۳

م ـ جَوابُ الإِمامِ عليه السلام

۴۲۶.وقعة صفّين :فَلَمّا انتَهى كِتابُ مِعاوِيَةَ إلى عَلِيٍّ قَرَأَهَ ، ثُمَّ قالَ : العَجَبُ لِمُعاوِيَةَ وكِتابِهِ !

1.الأخبار الطوال : ص۱۸۱ .

2.الناقِلة : ضدُّ القاطنين (تاج العروس : ج۱۵ ص۷۵۳) .

3.وقعة صفّين : ص۴۷۰ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
512

يَتَرَدّى في قَليبٍ ۱ ، أو يَخِرَّ عَلَيهِ حائِطٌ ، أو تُصيبَهُ آفَةٌ ، فَإِذا جاءَ القَدَرُ خَلَّوا بَينَهُ وبَينَهُ . ۲

ي ـ فَضيحَةُ عَمرِو بنِ العاصِ

۴۲۳.عيون الأخبار عن المدائني :رَأى عَمرُو بنُ العاصِ مُعاوِيَةَ يَوما يَضحَكُ ، فَقالَ لَهُ : مِمَّ تَضحَكُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أضحَكَ اللّهُ سِنَّكَ ؟ قالَ : أضحَكُ مِن حُضورِ ذِهنِكَ عِندَ إبدائِكَ سَوءَتَكَ يَومَ ابنِ أبي طالِبٍ ! أما وَاللّهِ لَقَد وافَقتَهُ مَنّانا كَريما ، ولَو شاءَ أن يَقتُلَكَ لَقَتَلَكَ .
قالَ عَمرٌو : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أما وَاللّهِ إنّي لَعَن يَمينِكَ حينَ دَعاكَ إلَى البِرازِ فَاحوَلَّت عَيناكَ ، ورَبا سَحرُكَ ، وبَدا مِنكَ ما أكرَهُ ذِكرَهُ لَكَ ، فَمِن نَفسِكَ فَاضحَك أو دَع ! ! . ۳

ك ـ هُجومُ الإِمامِ عليه السلام عَلَى المَجموعَةِ الَّتي فيها مُعاوِيَةُ

۴۲۴.الأخبار الطوال :حَمَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَلَى الجَمعِ الَّذي كانَ فيهِ مُعاوِيَةُ في أهلِ الحِجازِ مِن قُرَيشٍ وَالأَنصارِ وغَيرِهِم ، وكانوا زُهاءَ اثنَي عَشَرَ ألفَ فارِسٍ ، وعَلِيٌّ أمامَهُم ، وكَبَّروا وكَبَّرَ النّاسُ تَكبيرَةً ارتَجَّت لَهَا الأَرضُ ، فَانتَقَضَت صُفوفُ أهلِ الشّامِ ، وَاختَلَفَت راياتُهُم ، وَانتَهَوا إلى مُعاوِيَةَ وهُوَ جالِسٌ عَلى مِنبَرِهِ مَعَهُ عَمرُو بنُ العاصِ يَنظُرانِ إلَى النّاسِ ، فَدَعا بِفَرَسٍ لِيَركَبَهُ .
ثُمَّ إنَّ أهلَ الشّامِ تَداعَوا بَعدَ جَولَتِهِم ، وثابوا ۴ ، ورَجَعوا عَلى أهلِ العِراقِ ، وصَبَرَ

1.القَلِيب : البئر التي لم تطو (النهاية : ج۴ ص۹۸) .

2.وقعة صفّين : ص۲۵۰ .

3.عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۱ ص ۱۶۹ .

4.ثابَ الناس : اجتمعوا وجاؤوا (لسان العرب : ج۱ ص۲۴۳) .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302271
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي