فَقالَ لَهُ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ : إنَّكَ وَاللّهِ ، ما رَأَيتَ ظَفَرا ولا جَورا ، هَلُمَّ إلَينا فَإنَّهُ لا رَغبَةَ بِكَ عَنَّا .
فَقالَ : بَلى وَاللّهِ ، لَرَغبَةٌ بي عَنكَ فِي الدُّنيا لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ لِلآخِرَةِ ، ولَقَد سَفَكَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِسَيفي هذا دِماءَ رِجالٍ ما أنتَ عِندي خَيرٌ مِنهُم ولا أحرَمُ دَما .
قالَ عُمارَةُ : فَنَظَرتُ إلى ذلِكَ الرَّجُلِ وكَأَنَّما قُصِعَ عَلى أنفِهِ الحُمَمُ ـ يَعنِي الأَشعَثَ ـ . ۱
د ـ اِختِلافُ الكَلِمَةِ في أصحابِ الإِمامِ عليه السلام
۴۴۱.مروج الذهب :لَمّا وَقَعَ التَّحكيمُ تَباغَضَ القَومُ جَميعا ، وأقبَلَ بَعضُهُم يَتَبَرَّأُ مِن بَعضٍ : يَتَبَرَّأُ الأَخُ مِن أخيهِ ، وَالاِبنُ مِن أبيهِ ، وأمَرَ عَلِيٌّ بِالرَّحيلِ ، لِعِلمِهِ بِاختِلافِ الكَلِمَةِ ، وتَفاوُتِ الرَّأيِ ، وعَدمِ النِّظامِ لِاُمورِهِم ، وما لَحِقَهُ مِنَ الخِلافِ مِنهُم ، وكَثُرَ التَّحكيمُ في جَيشِ أهلِ العِراقِ ، وتَضارَبَ القَومُ بِالمَقارِعِ ونِعالِ السُّيوفِ ، وتَسابّوا ، ولامَ كُلُّ فَريقٍ مِنهُمُ الآخَرَ في رَأيِهِ .
وسارَ عَلِيٌّ يَؤُمَّ الكوفَةَ ، ولَحِقَ مُعاوِيَةُ بِدِمَشقَ مِن أرضِ الشّامِ وفَرَّقَ عَساكِرَهُ ، فَلَحِقَ كُلُّ جُندٍ مِنهُم بِبَلَدِهِ . ۲
2 / 13
الإنصراف من صفّين
أ ـ بَدءُ تَدَفُّقِ الاِعتِراضِ
442.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا قالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ : نَهَيتَنا عَنِ الحُكومَةِ ، ثُمَّ أمَرتَنا بِها ، فَلَم