539
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

الفصل الثالث : الحرب الثالثة : وقعة نهروان

دراسة حول المارقين وجذور انحرافهم

إنّ ظهور حركة الخوارج وبالتالي قيام معركة النهروان يُعَدّ من الحوادث المليئة بالعبر في التاريخ الإسلامي وعصر حكومة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؛ ذلك أنّ طبيعة سلوكهم ، وسابقتهم الدينيّة ، وتمسّكهم القشري بالإسلام ، ثمّ مواجهتهم للإمام عليه السلام ، كلّ ذلك يعتبر من الاُمور المهمّة الحسّاسة في السيرة العلويّة . ويمكننا أن نقف على المخاطر والمحاذير إزاء مواجهة تيّارهم ومحاربتهم ، من خلال كلامٍ رفيعٍ للإمام عليه السلام قال فيه : « . . . إنّي فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ ؛ ولَم يَكُن لِيَجتَرِئَ عَلَيها أحَدٌ غَيري» . ۱
أجلْ ، كيف يتسنّى أن تُسلّ السيوف على وجوهٍ قرآنيّة الظاهر ، وجباهٍ ثَفِنَةٍ من كثرة السجود ، ومن ثَمّ قهرها وإبادتها ؟ !
نحن في هذا الموضوع سوف نتوفر ـ وقبل كلّ شيء ـ على دراسة الوضع النفسي والاجتماعي للخوارج اعتمادا عل الوثائق التاريخيّة والحديثيّة ، ونستعرض

1.سيوافيك تفصيل النصوص التي أفاد منها هذا التحليل خلال البحوث القادمة ، ما عدا بعض الموارد الخاصّة حيث لم يرد لها ذكر هناك ؛ فعمدنا إلى تخريجها من مصادرها وذكرها هنا في الهامش .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
538

الفاسقين ؛ فالاعتراف بخطأ ، ونقض العهد في أمر التحكيم ، كان يعني انصياع عليّ عليه السلام لتسلّط الجهلة المتنسّكين ـ المصابين بمرض العجب وحبّ الدنيا والتطرّف الديني لدى من اشتُهروا باسم «القرّاء» ـ على نفسه وعلى الاُمّة الإسلاميّة ، وأنّه قد فوّض إليهم القرارات الأساسيّة في الحرب والسلام ، ومن بعدهما في جميع الاُمور المهمّة والحسّاسة . وهذا ليس بالأمر الذي يمكن أن يتقبّله أو يستسيغه قائد الاُمّة الإسلاميّة . وهذا ما جعل الإمام يقاوم طلباتهم بكلّ قوّة ، ويقول :
«فَإِنّي فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ ، ولَم يَكُن لِيَجتَرِئَ عَلَيها أحَدٌ غَيري» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 400315
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي