3 / 1
نظرة عامّة
أ ـ أسماءُ مُسَعِّرِي الحَربِ
وصفت النصوص التاريخيّة والحديثية مثيري حرب النهروان بخمس صفات، هي:
1 . المارقون
أوّل من نعتهم بهذا الاسم هو رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وذلك أنّه كان يرى بالبصيرة الإلهيّة بأنّ هذه الفئة بسبب تطرّفها الديني تمرق من الدين بسرعة بحيث لا يبقى عليها أيّ أثر من الآثار الحقيقيّة للدين؛ فقال في هذا المجال: «يَمرُقونَ مِنَ الدّينِ ۱ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ؛ فَيَنظُرُ الرّامي إلى سَهمِهِ، إلى نَصلِهِ، إلى رِصافِهِ، فَيَتَمارى فِي الفوقَةِ هَل عَلِقَ بِها مِنَ الدَّمِ شَيءٌ» ۲ .
2 . الحروريّة
اما سبب تسميتهم بالحروريّة فقد أورد المبرّد في كتابه «الكامل» ما يلي:
وكان سبب تسميتهم الحروريّة أنّ عليّاً ـ رضوان اللّه عليه ـ لمّا ناظرهم ـ بعد مناظرة ابن عبّاس إيّاهم ـ كان فيما قال لهم:
«ألا تَعلَمونَ أنَّ هؤُلاءِ القَومَ لَمّا رَفَعُوا المَصاحِفَ قُلتُ لَكُم: إنَّ هذِهِ مَكيدَةٌ ووَهنٌ، وأنَّهُم لَو قَصَدوا إلى حُكمِ المَصاحِفِ لَم يَأتوني ۳ . ثُمَ سَأَلونِي التَّحكيمَ،
1.«يمرقون من الدين . . .» أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدّونه كما يخرق السهم الشيء المرميّ به ويخرج منه ، ومنه حديث عليّ عليه السلام : «اُمرت بقتال المارقين» يعني الخوارج (النهاية : ج۴ ص۳۲۰) .
2.صحيح البخاري : ج۶ ص۲۵۴۰ ح۶۵۳۲ .
3.في شرح نهج البلاغة : «لَأتَوْني» .