5 . البُغاة
البُغاة: مشتق من البغي بمعنى التعدّي والظلم والفساد. فعندما سُئِل عليّ عليه السلام عن أصحاب النهروان هل هم مشركون أم منافقون؟ سمّاهم بغاة. ولهذه التسمية جذر قرآني حيث يقول الباري تعالى: «وَ إِن طَـآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَـتِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »۱ .
وممّا ينبغي الالتفات إليه في هذا المضمار أنّ الأسماء الثلاثة الاُول خاصّ بأصحاب النهروان، وأمّا «الخارج» و «الباغي» فيشملان الناكثين والقاسطين أيضاً ، بل يطلقان على كلّ من تمرّد على الإمام العادل .
ب ـ إخبارُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله عَن خَصائِصِهِم ومَصيرِهِم
۴۵۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فِي الحَرَورِيَّةِ ـ: يَمرُقونَ مِنَ الإِسلامِ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ۲ . ۳
۴۵۲.صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ذَكَرَ قَوما يَكونونَ في اُمَّتِهِ يَخرُجونَ في فُرقَةٍ مِنَ النّاسِ ، سيماهُمُ التَّحالُقُ ، هُم شَرُّ الخَلقِ ـ أو مِن أشَرِّ الخَلقِ ـ يَقتُلُهُم أدنَى الطّائِفَتَينِ إلَى الحَقِّ . ۴
۴۵۳.صحيح البخاري عن يسير بن عمرو :قُلتُ لِسَهلِ بنِ حُنَيفٍ : هَل سَمِعتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله يَقولُ فِي الخَوارِجِ شَيئا ؟ قالَ : سَمِعتُهُ يَقولُ ـ وأهوى بِيَدِهِ قِبَلَ العِراقِ ـ : يَخرُجُ مِنهُ قَومٌ يَقرَؤونَ القُرآنَ ، لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُم ، يَمرُقونَ مِنَ الإِسلامِ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ . ۵
1.الحجرات : ۹ .
2.الرَّمِيّة : الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك . وقيل : هي كلّ دابّة مرميّة (النهاية : ج۲ ص۲۶۸) .
3.صحيح البخاري : ج۶ ص۲۵۴۰ ح۶۵۳۳ .
4.صحيح مسلم : ج۲ ص۷۴۵ ح۱۴۹ .
5.صحيح البخاري : ج۶ ص۲۵۴۱ ح۶۵۳۵ .