573
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

دفعهم إلى البحث عن قائد جديد لهم . وكان المرشّحون للقيادة : هم زيد بن حُصَين ، وحرقوص بن زُهير ، وحمزة بن سِنان ، وشُريح بن أوفى ، بَيْد أنّهم رفضوا ذلك ، فتأمّر عبد اللّه بن وهب عليهم ۱ . ونظّمهم من أجل الحرب ، ودعاهم إليها في خُطَبه الحماسيّة ، وحذّرهم من التحدّث إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، والاستماع إلى خُطَبِهِ . ۲
وتدلّ بعض النصوص التاريخيّة على أنّه لم يكن ثابت العقيدة في طريقه الذي كان قد اختاره لنفسه ۳ .
ونقل المؤرّخون أنّه دعا الإمام عليّا عليه السلام إلى البِراز بكلّ وقاحة وصلافة ، ولكنّه قُتل في اللحظات الاُولى التي واجه فيها ليث الوغى الذي لا نِدّ له .

3 / 2

مواصفات الحرب

أ ـ تاريخُها

بعدما يقرب من سنة واحدة على واقعة صفّين، وفي وقت لم تكن قد اُخمدت فيه نيران هذه الحرب الدامية، اندلع لهيب ثالث حرب داخليّة منطلقاً هذه المرّة من داخل جيش الإمام وبزعامة المتطرّفين من المسلمين.
وهكذا كان الإمام منذ تسلّمه لزمام السلطة السياسية يواجه في كلّ عام حرباً أهليّة.

1.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۳۴ و ص۱۳۷ .

2.صحيح مسلم : ج۲ ص۷۴۸ ح۱۵۶ .

3.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۰۵ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
572

عمرو بن العاص في صفّين ، ووقف بوجه الإمام عليه السلام ، وقام بدور مهمّ في فرض التحكيم ، بما كان يحمله من أرضيّة فكريّة وروحيّة منحرفة كما أشرنا إلى ذلك سلفا .
وكان عنصرا مؤثّرا أيضا في تنظيم الخوارج لحرب الإمام عليه السلام .
كما كان متشدّدا في عدائه له وحقده عليه ۱ . وهو وإن رفض الإمارة على أصحاب النهروان ، لكنّه كان على رجّالتهم في تلك المعركة ۲ . ثمّ قتله الإمام عليه السلام فيها ۳ . وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد أخبر بهلاكه في النهروان ، وعن كيفيّة ذلك . وبعد معركة النهروان قال الإمام عليه السلام : اُطلُبوهُ ، فَلَم يَجِدوهُ ، فَقالَ عليه السلام مُؤَكِّدا : اِرجِعوا ، فَوَاللّهِ ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا ثُمَّ وَجَدوهُ في خَرِبَةٍ . ۴
فهذا التأكيد دليل على حقّانيّة الإمام عليه السلام من جهة ، وعلى انحراف الخوارج وضلالهم الثابت من جهة اُخرى ، وهو خطوة لتثبيت قلوب أصحاب الإمام عليه السلام الذين كان قد شقّ عليهم قتال اُناس يتظاهرون بالزهد والعبادة . وهكذا أصحر الإمام عليه السلام بحقّه وثبات خُطاه هو وأصحابه مرارا في معركة النهروان .

2 . عَبدُ اللّهِ بنُ وَهبٍ

تولّى قيادة الخوارج في فتنة النهروان . وليس في أيدينا معلومات تُذكَر عن ماضيه . علما أنّه لم يَقُم بالأمر في بداية تبلور التيّار الخارجي ؛ فقد كان ابن الكوّاء أمير الصلاة ، وشَبَث بن رِبعيّ أمير الحرب ۵ . ثمّ انفصلا عن الخوارج فيما بعد ۶ ، ممّا

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۲ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۵ .

3.كشف الغمّة : ج۱ ص۲۶۶ .

4.صحيح مسلم : ج۲ ص۷۴۹ ح۱۵۷ .

5.تاريخ الطبري : ج۵ ص۶۳ .

6.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۱۳۶ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 394092
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي