المَسيرَ إلَى الشّامِ .
فَأَجابوهُ : أنَّهُ لا يَجوزُ لَنا أن نَتَّخِذَكَ إماما وقَد كَفَرتَ حَتّى تَشهَدَ عَلى نَفسِكَ بِالكُفرِ ، وتَتوبَ كَما تُبنا ، فَإِنَّكَ لَم تَغضَب للّهِِ ، إنَّما غَضِبتَ لِنَفسِكَ .
فَلَمّا قَرَأَ جَوابَ كِتابِهِ إلَيهِم يَئِسُ مِنهُم ، فَرَأى أن يَمضِيَ مِن مُعَسكَرِهِ بِالنُّخَيلَةِ ـ وقَد كانَ عَسكَرَ بِها حينَ جاءَ خَبرُ الحَكَمَينِ ـ إلَى الشّامِ ، وكَتَبَ إلى أهلِ البَصرَةِ فِي النُّهوضِ مَعَهُ . ۱
ج ـ نُزولُ عَسكَرِ الإِمامِ عليه السلام بِالنُّخَيلَةِ
۴۶۶.الأخبار الطوالـ بَعدَ ذِكرِ رِسالَةِ الإِمامِ عليه السلام إلَى الخَوارِجِ وجَوابِهِم لَهُ ـ: لَمّا قَرَأَ عَلِيٌّ كِتابَهُم يَئِسَ مِنهُم ، ورَأى أن يَدَعَهُم عَلى حالِهِم ، ويَسيرَ إلَى الشّامِ ؛ لِيُعاوِدَ مُعاوِيَةَ الحَربَ ، فَسارَ بِالنّاسِ حَتّى عَسكَرَ بِالنُّخَيلَةِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : تَأَهَّبوا لِلمَسيرِ إلى أهلِ الشّامِ ، فَإِنّي كاتِبٌ إلى جَميعِ إخوانِكُم لِيَقدَموا عَلَيكُم ، فَإِذا وافَوا شَخَصنا إن شاءَ اللّهُ .
ثُمَّ كَتَبَ كِتابَهُ إلى جَميعِ عُمّالِهِ أن يُخَلِّفوا خُلفاءَهُم عَلى أعمالِهِم ، ويَقدَموا عَلَيهِ . ۲
د ـ إصرارُ الجَيشِ عَلى قِتالِ الخَوارِجِ قَبلَ المَسيرِ
۴۶۷.تاريخ الطبري عن أبي الصلت التيمي :بَلَغَ عَلِيّا أنَّ النّاسَ يَقولونَ : لَو سارَ بِنا إلى هذِهِ الحَرَورِيَّةِ فَبَدَأنا بِهِم ، فَإِذا فَرَغنا مِنهُم وَجَّهَنا مِن وَجهِنا ذلِكَ إلَى المُحِلّينَ . فَقامَ في النّاسِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ قَد بَلَغَني قَولُكُم : لَو أنَّ