587
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

كَما تُبنا فَنَحنُ مَعَكَ ومِنكَ ، وإن أبَيتَ فَنَحنُ مُنابِذوكَ عَلى سَواءٍ إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : أصابَكُم حاصِبٌ ۱ ولا بَقِيَ مِنكُم وابِرٌ ۲ ، أبَعدَ إيماني بِاللّهِ ، وجِهادي في سَبيلِ اللّهِ ، وهِجرَتي مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله اقِرُّ بِالكُفرِ ؟ ! لَقَد ضَلَلتُ إذا وما أنَا مِن المُهتَدينَ ، ولكِن مُنيتُ بِمَعشَرٍ أخِفّاءِ الهامِ ، سُفَهاءِ الأَحلامِ ، وَاللّهُ المُستَعانُ . ۳

ج ـ رَفعُ رايَةِ الأَمانِ

۴۷۴.تاريخ الطبري عن أبي سلمة الزهري :رَفَعَ عَلِيٌّ رايَةَ أمانٍ مَعَ أبي أيّوبَ ، فَناداهُم أبو أيّوبَ :مَن جاءَ هذِهِ الرّايَةَ مِنكُم مِمَّن لَم يَقتُل ولَم يَستَعرِض فَهُوَ آمِنٌ ، ومَنِ انصَرَفَ مِنكُم إلَى الكوفَةِ أو إلَى المَدائِنِ وخَرَجَ مِن هذِهِ الجَماعَةِ فَهُوَ آمِنٌ ، إنَّهُ لا حاجَةَ لَنا بَعدَ أن نُصيبَ قَتَلَةَ إخوانِنا مِنكُم في سَفكِ دِمائِكُم .
فَقالَ فَروَةُ بنُ نَوفَلٍ الأَشجَعِيُّ : وَاللّهِ ، ما أدري عَلى أيِّ شَيءٍ نُقاتِلُ عَلِيّا ؟ ! لا أرى إلّا أن أنصَرِفَ حَتّى تَنفُذَ لي بَصيرَتي في قِتالِهِ أو اتِّباعِهِ ، وَانصَرَفَ في خَمسِمِئَةِ فارِسٍ حَتّى نَزَلَ البَندَنيجَيْنَ وَالدَّسْكَرَةَ ، وخَرَجَت طائِفَةٌ اُخرى مُتَفَرِّقينَ فَنَزَلَتِ الكوفَةَ ، وخَرَجَ إلى عَلِيٍّ مِنهُم نَحوٌ مِن مِئَةٍ ، وكانوا أربَعَةَ آلافٍ ، فَكانَ الَّذينَ بَقوا مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ مِنهُم ألفَينِ وثَمانِمِئَةٍ . ۴

1.حاصِب : أي عذاب من اللّه ، وأصلُه رُمِيتُم بالحصْباء من السماء (النهاية : ج۱ ص۳۹۴) .

2.يقال : ما بالدار وابر ؛ أي ما بها أحد (لسان العرب : ج۵ ص۲۷۳) .

3.الأخبار الموفّقيّات : ص۳۲۵ ح۱۸۱ .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۸۶ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
586

ولكِنّا إنَّما أصبَحنا نُقاتِلُ إخوانَنا فِي الإِسلامِ عَلى ما دَخَلَ فيهِ مِنَ الزَّيغِ وَالاعوِجاجِ ، وَالشُّبهَةِ وَالتَّأويلِ . فَإِذا طَمِعنا في خَصلَةٍ يَلُمُّ اللّهُ بِها شَعَثَنا ، ونَتَدانى بِها إلَى البَقِيَّةِ فيما بَينَنا ، رَغِبنا فيها ، وأمسَكنا عَمّا سِواها . ۱

۴۷۲.تاريخ بغداد عن جابر :إنّي لَشاهِدٌ عَلِيّا يَومَ النَّهرَوانِ لَمّا أن عايَنَ القَومَ قالَ لِأَصحابِهِ : كُفّوا . فَناداهُم أن أقيدونا ۲ بِدَمِ عَبدِ اللّهِ بنِ خَبّابٍ ـ وكانَ عامِلُ عَلِيٍّ عَلَى النَّهرَوانِ ـ.
قالوا : كُلُّنا قَتَلَهُ . ۳

ب ـ خُطبَةُ الإِمامِ عليه السلام بَينَ الصَّفَّينِ

۴۷۳.الأخبار الموفّقيّات عن عليّ بن صالح :لَمّا استَوَى الصَّفّانِ بِالنَّهرَوانِ تَقَدَّمَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام بَينَ الصَّفَّينِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، أيَّتُهَا العِصابَةُ الَّتي أخرَجَتها عادَةُ المِراءِ وَالضَّلالَةِ ، وصَدَفَ بِها عَنِ الحَقِّ الهَوى وَالزَّيغُ ، إنّي نَذيرٌ لَكُم أن تُصبِحوا غَدا صَرعى بِأَكنافِ هذَا النَّهرِ ، أو بِمِلطاطٍ ۴ مِنَ الغائِطِ ، بِلا بَيِّنَةٍ مِن رَبِّكُم ولا سُلطانٍ مُبينٍ . أ لَم أنهَكُم عَن هذِهِ الحُكومَةِ واُحَذِّركُموها ، واُعلِمكُم أنَّ طَلَبَ القَومِ لَها دَهنٌ مِنهُم ومَكيدَةٌ ؟ ! فَخالَفتُم أمري وجانَبتُمُ الحَزمَ فَعَصَيتُموني حَتّى أقرَرتُ بِأَن حَكَّمتُ ، وأخَذتُ عَلَى الحَكَمَينِ فَاستَوثَقتُ ، وأمَرتُهُما أن يُحيِيا ما أحيَا القُرآنُ ، ويُميتا ما أماتَ القرآنُ ، فَخالَفا أمري وعَمَلا بِالهَوى ، ونَحنُ عَلَى الأَمرِ الأَوَّلِ ، فَأَينَ تَذهَبونَ ؟ وأينَ يُتاهُ بِكُم ؟
فَقالَ خَطيبُهُم : أمّا بَعدُ ، يا عَلِيُّ ! فَإِنّا حينَ حَكَّمنا كانَ ذلِكَ كُفرا مِنّا ، فَإِن تُبتَ

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۲ .

2.القَوَد : القِصاص ، وقتل القاتل بدل القتيل ، وقد أقدتُه به اُقيدُه (النهاية : ج۴ ص۱۱۹) .

3.تاريخ بغداد : ج۷ ص۲۳۷ الرقم ۳۷۲۹ .

4.الملطَاط : ساحل البحر (لسان العرب : ج۷ ص۳۹۰) .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302353
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي