رَجُلٌ مِن أهلِ الخَراجِ ، فَنَزَلَ بِهِ الأَشتَرُ ، فَأَتاهُ الدِّهقانُ بِعَلَفٍ وطَعامٍ ، حَتّى إذا طَعِمَ أتاهُ بِشَربَةٍ مِن عَسَلٍ قَد جَعَلَ فيها سَمّا فَسَقاهُ إيّاهُ ، فَلَمّا شَرِبَها ماتَ .
وأقبَلَ مُعاوِيَةُ يَقولُ لِأَهلِ الشّامِ : إنَّ عَلِيّا وَجَّهَ الأَشتَرَ إلى مِصرَ ، فَأَدعُوَا اللّهَ أن يَكفيكُموهُ . قالَ : فَكانوا كُلَّ يَومٍ يَدعونَ اللّهَ عَلَى الأَشتَرِ ، وأقبَلَ الَّذي سَقاهُ إلى مُعاوِيَةَ فَأَخبَرَهُ بِمَهلِكِ الأَشتَرِ ، فَقامَ مُعاوِيَةُ فِي النّاسِ خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وقالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ كانَت لِعَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ يَدانِ يَمينانِ قُطِعَت إحداهُما يَومَ صِفّينَ ـ يَعني عَمّارَ بنَ ياسرٍ ـ وقُطِعَتِ الاُخرَى اليَومَ ـ يَعنِي الأَشتَرَ ـ . ۱
د ـ حُزنُ الإِمامِ عليه السلام
۵۰۷.تاريخ اليعقوبي :لَمّا بَلَغَ عَلِيّا قَتلُ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وَالأَشتَرِ جَزِعَ عَلَيهِما جَزَعا شَديدا ، وتَفَجَّعَ ، وقالَ عَلِيٌّ : عَلى مِثلِكَ فَلتَبكِ البَواكي يا مالِكُ ، وأنّى مِثلُ مالِكٍ ! ۲
۵۰۸.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا جاءَهُ نَعيُ الأَشتَرِ ـ: مالِكٌ وما مالِكٌ ! وَاللّهِ ، لَو كانَ جَبَلاً لَكانَ فِندا ۳ ، ولَو كانَ حَجَرا لَكانَ صَلدا ۴ ، لا يَرتَقيهِ الحافِرُ ، ولا يُوفي ۵ عَلَيهِ الطّائِرُ . ۶
۵۰۹.الغارات عن علقمة بن قيس النخعيـ بَعدَ شَهادَةِ مالِكِ الأَشتَرِ ـ: فَما زالَ عَلِيٌّ يَتَلَهَّفُ ويَتَأَسَّفُ حَتّى ظَنَنّا أنَّهُ المُصابُ بِهِ دونَنا ، وقَد عُرَِف ذلِكَ في وَجهِهِ أيّاما . ۷
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۹۵ .
2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۴ .
3.الفند : هو المنفرد من الجبال (النهاية : ج ۳ ص ۴۷۵ «فند») .
4.حجر صَلد : صُلب أملس (لسان العرب : ج ۳ ص ۲۵۶ «صلد») .
5.أوفَى : أشرَف وأتى (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۹۹ «وفي») .
6.نهج البلاغة : الحكمة ۴۴۳ .
7.الغارات : ج۱ ص۲۶۵ .