621
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

بن العاص الفرصة فهبّوا إلى مؤازرة المتمرّدين ۱ . فكادت الاُمور تفلت في مصر ، ويخرج هذا الإقليم من سيادة الدولة الإسلاميّة ، لذا عيّن الإمام عليه السلام مالكا مكانه ليُخمد الفتنة المستعرة فيها ۲ ، لكنّ هذا النصير الفذّ الفريد استشهد في الطريق بأسلوبٍ غادر خبيث انتهجه معاوية ، فأعاد الإمام عليه السلام محمّدا إليها . ۳
بعث معاوية عمرو بن العاص مع لُمّةٍ لإعانة المتمرّدين ۴ . وكان لابن العاص نفوذ فيها إذ كان قد فتحها في زمان خلافة عمر ۵ . فحدثت اشتباكات استُشهد فيها كنانة الذي كان قد بعثه محمّد على رأس ألفين لمواجهة ابن العاص ۶ ، فجرّ ذلك إلى أن ترك أصحاب محمّد أميرهم وحيدا ، فوقع في قبضة العدوّ . ۷
ومن جانب آخر لم تُجْدِ استغاثة الإمام عليه السلام واستنصاره أهل الكوفة لمؤازرة محمّد ۸ . وآل الأمر إلى أن يضع معاوية بن خديج محمّدا في جلد حمار ميّت ويحرقه ، وهو ظمآن ۹ ، وجاء في بعض الأخبار أنّه اُحرق حيّا . ۱۰
أحزن استشهاد محمّد بن أبي بكر الإمام عليه السلام كثيرا ۱۱ ، وتوجّع على ما جرى على عزيزه الراحل ، وجزع عليه أشدّ الجزع ، وحين سُئل عليه السلام عن علّة جزعه الشديد ،

1.الغارات : ج۱ ص۲۷۶ .

2.الأمالي للمفيد : ص۷۹ ح۴ .

3.نهج البلاغة : الكتاب ۳۴ .

4.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۷۰ .

5.تاريخ الطبري : ج۴ ص۱۰۴ ـ ۱۱۱ .

6.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۳ .

7.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۷ .

8.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۷۱ و ۱۷۲ .

9.الاستيعاب : ج۳ ص۴۲۳ الرقم۲۳۴۸ .

10.نهج البلاغة : الحكمة ۳۲۵ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
620

الحيرَةِ ۱ وَالكوفَةِ ، فَوافوني بِها هُناكَ غَدا إن شاءَ اللّهُ .
قالَ : فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ خَرَجَ يَمشي ، فَنَزَلَها بُكرَةً ، فَأَقامَ بِها حَتَّى انتَصَفَ النَّهارُ يَومُهُ ذلِكَ ، فَلَم يُوافِهِ مِنهُم رَجُلٌ واحِدٌ ، فَرَجَعَ .
فَلَمّا كانَ مِنَ العَشِيِّ بَعَثَ إلى أشرافِ النّاسِ ، فَدَخَلوا عَلَيهِ القَصرَ وهُوَ حَزينٌ كَئيبٌ ، فَقالَ :
الحَمدُ للّهِِ عَلى ما قَضى مِن أمري وقَدَّرَ مِن فِعلي وَابتَلاني بِكُم أيَّتُهَا الفِرقَةُ ؛ مِمَّن لا يُطيعُ اذا أمَرتُ ولا يُجيبُ إذا دَعَوتُ ، لا أبا لِغَيرِكُم ! ما تَنتَظِرونَ بِصَبرِكُم وَالجِهادِ عَلى حَقِّكُم ! المَوتُ وَالذُّلُّ لَكُم في هذِهِ الدُّنيا عَلى غَيرِ الحَقِّ ، فَوَاللّهِ ، لَئِن جاءَ المَوتُ ـ ولَيَأتِيَنَّ ـ لَيُفَرِّقَنَّ بَيني وبَينَكُم ، وأنَا لِصُحبَتِكُم قالٍ وبِكُم غَيرُ ضَنينٍ . ۲

ه ـ إستِشهادُ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ

ولّى الإمام عليه السلام محمّد بن أبي بكر على مصر سنة 36 ه باقتراح من عبد اللّه بن جعفر ، وذلك بعد عزل قيس بن سعد عنها ۳ . من هنا لم يشهد محمّدٌ معركة صفّين . ۴
تشدّد محمّد على أشخاص كان هواهم في عثمان ۵ ، فتمرّدوا عليه بعدما جرى في صفّين وما آلَت إليه من التحكيم ۶ ، وضيّقوا عليه الخناق ۷ ، وانتهز معاوية وعمرو

1.الحِيْرَة : مدينة جاهليّة ، كثيرة الأنهار ، وهي عن الكوفة على نحو فرسخ ، وكانت منازل آل النعمان بن المنذر (تقويم البلدان : ص۲۹۹) .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۰۸ .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۵۴ .

4.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۵۷ .

5.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۴ و ۹۵ .

6.الغارات : ج۱ ص۲۵۴ .

7.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۵ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302464
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي