2 . السيطرة على المحالّ التي لها موقع سياسي هامّ كالبصرة ومصر .
3 . إلجاء الإمام إلى المقابلة بالمثل ، وإزالة قدسيّة الإمام من أذهان الناس .
4 . استغلال غطاء «عهد الصلح» المشروط ـ الذي أمضاه الإمام في التحكيم ـ لخدمة مصالحه وأهدافه ، وبالتالي دفع الإمام لنقض العهد المذكور .
والذي ساعد على إيجاد أرضيّة مناسبة لهذه السياسة الخطرة هو استشهاد جملة من أركان جيش الإمام من جانب ، ومن جانب آخر تعب جيش الإمام وعدم طاعتهم لقائدهم .
لكنّ الإمام عليه السلام ـ في ذلك الظرف الحسّاس ـ لم يتخطّ حدود العدالة قَيدَ أنملة ، وأبقى درساً عمليّاً للحكومات التي تريد الاستنارة بنهجه في الوفاء والثبات على هذه السياسة المباركة ، بل لم يكن حاضراً لنقض ذلك العهد المشروط الذي اُلجئ إلى قبوله . وإليك كلام الإمام عليه السلام في هذا المجال :
۵۱۷.الإرشاد :ومِن كَلامِهِ عليه السلام لَمّا نَقَضَ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ شَرطَ المُوادَعَةِ وأقبَلَ يَشُنُّ الغاراتِ عَلى أهلِ العِراقِ ، فَقالَ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ :
ما لِمُعاوِيَةَ قاتَلَهُ اللّهُ ؟ ! لَقَد أرادَني عَلى أمرٍ عَظيمٍ ، أرادَ أن أفعَلَ كَما يَفعَلُ ، فَأَكونَ قَد هَتَكتُ ذِمَّتي ونَقَضتُ عَهدي ، فَيَتَّخِذَها عَلَيَّ حُجَّةً ، فَتَكونَ عَلَيَّ شَينا إلى يَومِ القِيامَةِ كُلَّما ذُكِرتُ .
فَإِن قيلَ لَهُ : أنتَ بَدَأتَ ، قالَ : ما عَلِمتُ ولا أمَرتُ ، فَمِن قائِلٍ يَقولُ : قَد صَدَقَ ، ومِن قائِلٍ يَقولُ : كَذِبَ .
أمَ واللّهِ ، إنَّ اللّهَ لَذو أناةٍ وحِلمٍ عَظيمٍ ، لَقَد حَلُمَ عَن كَثيرٍ مِن فَراعِنَةِ الأَوَّلينَ وعاقَبَ فَراعِنَةً ، فَإِن يُمهِلهُ اللّهُ فَلَن يَفوتَهُ ، وهُوَ لَهُ بِالمِرصادِ عَلى مَجازِ طَريقِهِ .
فَليَصنَع ما بَدا لَهُ فَإِنّا غَيرُ غادِرينَ بِذِمَّتِنا ، ولا ناقِضينَ لِعَهدِنا ، ولا مُرَوِّعينَ