67
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

وفي رواية :
«لَضَربَةُ عَلِيٍّ لِعَمرٍو يَومَ الخَندَقِ تَعدِلُ عِبادَةَ الثَّقَلَينِ» .۱
وحينما تجدّل صنديد العرب صريعا بصق في وجه الإمام آيِسا بائسا ، فوقف صلوات اللّه عليه ، وتمهّل ولم يبادر إلى حزّ رأسه لئلّا يكون في عمله ذرّة من غضب .
3 . وبعد أن جدّله وصرعه ، وولّى أصحابه مدبرين تبعهم ۲ ، وقتل منهم نوفل ابن عبد اللّه . ۳
4 . لمّا ضرب الإمام عليه السلام رجل عمرو وقضى عليه ، ألقى تراب الذلّ والخوف والرعب على وجوه المشركين ، وأقعدهم حيارى مهزومين منهارين . ۴
5 . قتل الإمام عليه السلام عمرا ، بيد أنّه ترفّع عن سلب درعه الثمين إذ «كان يضرب بسيفه من أجل الحقّ» لا غيره . . . ولم يخفَ كلّ هذا الترفّع والجلال والشمم عن الأنظار ، حتى إنّ اُخت عمرو نفسها أثنت عليه . ۵

۲۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلَمُبارَزَةُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ لِعَمرِو بنِ عَبدِ وَدٍّ يَومَ الخَندَقِ أفضَلُ مِن أعمالِ اُمَّتي إلى يَومِ القِيامَةِ . ۶

۲۷.عنه صلى الله عليه و آله :لَضَربَةُ عَلِيٍّ لِعَمرٍو يَومَ الخَندَقِ تَعدِلُ عِبادَةَ الثَّقَلَينِ . ۷

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۴ .

2.عوالي اللآلي : ج۴ ص۸۶ ح۱۰۲ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۰۲ .

4.كنز الفوائد : ج۱ ص۲۹۸ .

5.الإرشاد : ج۱ ص۱۰۷ .

6.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۴ ح۴۳۲۷ .

7.عوالي اللآلي : ج۴ ص۸۶ ح۱۰۲ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
66

حتى وقع في مأزِق بسبب صعوبة الإمداد .
وفي ذات يوم عبر عمرو بن عبد ودّ الخندق ومعه عدد من فرسان العدوّ وشجعانه المشهورين ۱ ، وصاروا أمام المسلمين ، وطلبوا أن يبرز إليهم أقرانهم ، فلم يجِبهم أحد ، وكرّروا نداءهم غير مرّةٍ ، وكان لعمرو صيته المخيف ، ففزع منه الجميع ، وحُبست الأنفاس في الصدور ، ولم تلقَ نداءاته المغرورة جوابا ، فأمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يقوم إليه أحد ويقتلع شرّه ، فلم يقُم إلّا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ۲ . ولمّا تقابلا قال صلى الله عليه و آله عبارته الخالدة :
«بَرَزَ الإِيمانُ كُلُّهُ إلَى الشِّركِ كُلِّهِ» .۳
وبعد قتال شديد عاجله الإمام بهجمة سريعة ، فقضى عليه ، وبلغت صيحة «اللّه أكبر» عنان السماء ، فلاذ أصحابه بالفرار ۴ . وتبدّد جيش الأحزاب على ما كان عليه من شوكة واُبّهة خياليّة .
ويمكننا أن نفهرس دور الإمام العظيم في هذه الحرب على النحو الآتي :
1 . لمّا عبر عمرو بن عبد ودّ وأصحابه من موضع ضيّق من الخندق ، استقرّ الإمام عليه السلام هناك مع جماعة ، فلم يتيسّر للمشركين العبور بعدئذٍ . ۵
2 . كان قتل عمرو بن عبد ودّ مهمّاً وحاسما ومصيريّا إلى درجة أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال :
«لَمُبارَزَةُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ لِعَمرِو بنِ عَبدِ وَدٍّ يَومَ الخَندَقِ أفضَلُ مِن أعمالِ اُمَّتي إلى يَومِ القِيامَةِ» .۶

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۴ .

2.السنن الكبرى : ج۹ ص۲۲۳ ح۱۸۳۵۰ .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱۹ ص۶۱ .

4.نفس المصدر .

5.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۴ ح۴۳۲۷ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 398542
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي