أمضِيَ رُعبا ! !
فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما ، فَأَرسَلَهُ بِالرَّوايا ، وخَرَجَ السُّقاةُ وهُم لا يَشُكّونَ في رُجوعِهِ لِما رَأَوا مِن رُجوعِ مَن تَقَدَّمَهُ ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ عليه السلام بِالرَّوايا ، حَتّى وَرَدَ الحِرارَ ۱ فَاستَقى ، ثُمَّ أقبَلَ بِها إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ولَها زَجَلٌ ۲ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، ودَعا لَهُ بِخَيرٍ . ۳
۲۹.صحيح البخاري عن البراء بن عازب :لَمّا صالَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أهلَ الحُدَيبِيَّةِ ، كَتَبَ عَلِيٌّ بَينَهُم كِتابا ، فَكَتَبَ : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، فَقالَ المُشرِكونَ : لا تَكتُب «مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ» ؛ لَو كُنتَ رَسولاً لَم نُقاتِلكَ ! ! فَقالَ لِعَليٍّ : اُمحُهُ . فَقالَ عَلِيٌّ : ما أنَا بِالَّذي أمحاهُ ، فَمَحاهُ رَسولُاللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِهِ . ۴
1.حِرار : جمع حَرّة ـ وهي كثيرة في بلاد العرب ؛ كحرّة أوطاس وحرّة تبوك ـ وهي أرض ذات حجارة سود نخرة كأنّها اُحرقت بالنار (تقويم البلدان : ج ۲ ص ۲۳۴ و ۲۴۵ «زجل») .
2.الزَّجَل : الصوت (المحيط في اللغة : ج ۷ ص ۲۳) .
3.الإرشاد : ج ۱ ص ۱۲۱ .
4.صحيح البخاري : ج۲ ص۹۶۰ ح۲۵۵۱ .