ولمّا كان عليّ عليه السلام لا يعرف إلّا الحقّ ، وليس له هدف إلّا أن يعلو الحقّ ، تحتّم عليه أن ينطق وأن يتحدّث ولو كلّفه ذلك جهداً ومرارة . وهذا ما فعله تماماً إمامُنا سلام اللّه عليه .
أ ـ المَكانَةُ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله
۶۲۴.الإرشادـ في ذِكرِ أحوالِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام بَعدَ الهِجرَةِ ـ: أنزَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عِندَ وُرودِهِ المَدينَةَ دارَهُ ، وأحَلَّهُ قَرارَهُ ، وخَلَطَهُ بِحُرَمِهِ وأولادِهِ ، ولَم يُمَيِّزهُ مِن خاصَّةِ نَفسِهِ ، ولَا احتَشَمَهُ في باطِنِ أمرِهِ وسِرِّهِ . ۱
۶۲۵.الإمام عليّ عليه السلام :كُنتُ في أيّامِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَجُزءٍ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، يَنظُرُ إلَيَّ النّاسُ كَما يُنظَرُ إلَى الكَواكِبِ في اُفُقِ السَّماءِ ، ثُمَّ غَضَّ ۲ الدَّهرُ مِنّي ، فَقُرِنَ بي فُلانٌ وفُلانٌ ، ثُمَّ قُرِنتُ بِخَمسَةٍ أمثَلُهُم عُثمانُ ، فَقُلتُ : وا ذَفَراه ! ثُمَّ لَم يَرضَ الدَّهرُ لي بِذلِكَ حَتّى أرذَلَني ، فَجَعَلَني نَظيرا لِابنِ هِندٍ وَابنِ النّابِغَةِ ، لَقَدِ استَنَّتِ الفِصالُ حَتَّى القَرعى ۳ . ۴
۶۲۶.عنه عليه السلام :أنا مِن رَسولِ اللّهِ كَالضَّوءِ مِنَ الضَّوءِ ۵ ، وَالذِّراعِ مِنَ العَضُدِ . ۶
۶۲۷.عنه عليه السلام :أنَا صِنوُهُ ، ووَصِيُّهُ ، ووَلِيُّهُ ، وصاحِبُ نَجواهُ وسِرِّهِ . ۷
1.الإرشاد : ج۱ ص۵۴ .
2.غضَّ : وضع ونقص (لسان العرب : ج۷ ص۱۹۷) .
3.مَثل يضرب للذي يتكلّم مع من لا ينبغي أن يتكلّم بين يديه لجلالة قدره (مجمع الأمثال : ج۱ ص۳۳۳) .
4.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۳۲۶ ح۷۳۳ .
5.الضوء هو النور ، وعليه يكون معنى الحديث قريبا من معنى الحديث النبوي المشهور : «أنا وعليّ من نور واحد» . لكن ورد الحديث في بعض النسخ هكذا : «كالصِّنو من الصِّنو» والصِّنْو : أن تطلع نخلتان من عِرق واحد (النهاية : ج ۳ ص ۵۷) ، وعليه فيكون المعنى مقاربا لما ورد فيالنبوي المشهور : «أنا وعليّ من شجرة واحدة».
6.نهج البلاغة : الكتاب ۴۵ .
7.الأمالي للمفيد : ص ۶ ح ۳ .