كلام حول خصائص الإمام عليه السلام
الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام منبع الفضائل ، وروحه ملأى بكلّ المحامد والمحاسن ، وحياته مظهر للمَكْرُمات . وما نورده هنا هو طرف من خصائص الإمام عليه السلام . وأمّا الخصائص الرفيعة الكريمة كالعلم ، والعصمة ، وما ماثلهما ، فقد جاءت في ذيل عناوينها الخاصّة .
بَيْدَ أنّ ما نُورده هنا ، وفي مواضع اُخرى أيضا ، لا يمثّل كلَّ شيء يمكن أن يقال في إمام الإنسانيّة المتفرّد هذا . وسبب ذلك هو أنّ بحر عظمته وشخصيّته أوسع وأعزّ من أن يأتي عليه الوصف أو يفي به القلم أو يبلغ قعره الفكر ، وهو القائل : «يَنحَدِرُ عَنِّي السَّيلُ ، ولا يَرقى إلَيَّ الطَّيرُ» . 1
والسبب الآخر هو أنّ التاريخ لم ينقل للأجيال جميع مناقبه وفضائله ومكارمه . وكم دأبَ الكثيرون على محوها من ذاكرة التاريخ ، لكن ظهر منها ما بهر العيون وحيّر العقول ، رغم كلّ محاولات الجائرين المجحفين طمسها ودفنها . وما أروع كلام الخليل بن أحمد وأبلغه في الإمام حين قالَ :
«ما أقولُ في حَقِّ امرِئٍ كَتَمَت مَناقِبَهُ أولِياؤُهُ خَوفا ، وأعداؤُهُ حَسَدا ، ثُمَّ ظَهَرَ ما بَينَ