901
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

3

أبو رافِعٍ مَولى رَسولِ اللّهِ صلّي الله عليه و آله

غَلَبتْ عليه كنيتُه ، واختُلف في اسمه ، فقيل : أسلمُ ؛ وهو أشهر ما قيل فيه ، وقيل : إبراهيم ۱ ، وقيل غير ذلك . أحد الوجوه البارزة في التشيّع ، ومن السابقين إلى التأليف والتدوين والعلم ، وأحد صحابة الإمام الأبرار .
كان غلاماً للعبّاس عمّ النّبيّ صلى الله عليه و آله ۲ ، ثمّ وهبه العبّاس للنبيّ صلى الله عليه و آله ۳ . ولمّا أسلم العبّاس وبلّغ أبو رافع رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله بإسلامه أعتقه . ۴
شهد أبو رافع حروب النّبيّ صلى الله عليه و آله كلّها إلّا بدراً ۵
. ووقف بعده إلى جانب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ثابت العقيدة ولم يفارقه ۶ . وهو أحد رواة حديث الغدير ۷ . وعُدّ من أبرار الشيعة وصالحيهم ۸ . وكان مع الإمام عليه السلام أيضاً في جميع معاركه . ۹

1.الاستيعاب : ج۱ ص۱۷۷ الرقم ۳۴ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۶۹۰ الرقم ۶۵۳۶ .

3.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۳ .

4.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۴ .

5.رجال النّجاشي : ج۱ ص۶۲ الرقم ۱ .

6.مقتل الحسين للخوارزمي : ج۱ ص۴۸ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
900

الجائرة ، فخرج مع أبنائه وعدد من الصحابة لتوديعه . ۱
وله كلام عظيم خاطبه به وبيّن فيه ظُلامته ۲ . وتكلّم من كان معه أيضاً ليعلم النّاس أنّ الَّذي أبعد هذا الصحابي الجليل إلى الربذة هو قول الحقّ ومقارعة الظلم لا غيرها . ۳
وكان إبعاد أبي ذرّ أحد ممهّدات الثورة على عثمان . وذهب هذا الرجل العظيم إلى الربذة رضيّ الضمير ؛ لأنّه لم يتنصّل عن مسؤوليّته في قول الحقّ ، لكنّ قلبه كان مليئاً بالألم ؛ إذ تُرك وحده ، وفُصل عن مرقد حبيبه رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
يقول عبد اللّه بن حواش الكعبي : رأيتُ أبا ذرّ في الربذة وهو جالس وحده في ظلّ سقيفةٍ ، فقلت : يا أبا ذرّ !وحدك !
فقال : كان الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر شعاري ، وقول الحقّ سيرتي ، وهذا ما ترك لي رفيقاً .
توفّي أبو ذرّ سنة 32 ه ۴ . وتحقّق ما كان يراه النّبيّ صلى الله عليه و آله في مرآة الزمان ، وما كان يقوله فيه ، وكان قد قال صلى الله عليه و آله : «يَرحَمُ اللّهُ أبا ذَرٍّ ، يَعيشُ وَحدَهُ ، ويَموتُ وَحدَهُ ، ويُحشَرُ وَحدَهُ» . ۵
ووصل جماعة من المؤمنين فيهم مالك الأشتر بعد وفاة ذلك الصحابيّ الكبير القائل الحقّ في زمانه ، ووسّدوا جسده النّحيف الثرى باحترام وتبجيل ۶ . ۷

1.الكافي : ج۸ ص۲۰۶ ح۲۵۱ .

2.الكافي : ج۸ ص۲۰۷ ح۲۵۱ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۸۱ ح۵۴۵۱ .

4.الإصابة : ج۷ ص۱۰۹ .

5.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۸۸ ح۵۴۷۰ .

6.المشهور إنّ أبا ذرّ انتهج اُسلوب كشف المساوئ والبدع في أيّام عثمان ، كما كان يذكّر بوجود الظلم والتمييز والتكتّل. من هنا لم تتحمّل الحكومة وجوده في المدينة، فنفته إلى الشام . وفيها واصل اُسلوبه وفضح معاوية وكشف قبائحه . فشكاه معاوية إلى عثمان ، فردّه إلى المدينة ، ثمّ أبعده إلى الربذة ... . بَيْد أنّ بعض الباحثين ذهب إلى أنّه مكث طويلاً في الشام ، اهتداءً ببعض الوثائق التاريخيّة ، ومقايسة أخبار متنوّعة في هذا المجال . أي : إنّه توجّه إلى الشام بعد موت أبي بكر ، وبذر فيها التشيّع . راجع : كتاب «أبو ذرّ الغفاري» لمحمّد جواد آل الفقيه : ص۶۵ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302441
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي