عذراء ۱ » ۲ سنة 51 ه ، مع ثلّة من رفاقه . ۳
وكان حجر وجيهاً عند النّاس ، وذا شخصيّة محبوبة نافذة ، ومنزلة حسنة ، فكَبُر عليهم استشهاده ۴ ، واحتجّوا على معاوية ، وقرّعوه على فعله القبيح هذا . وكان الإمام الحسين عليه السلام ۵ ممّن تألّم كثيراً لاستشهاده ، واعترض على معاوية في رسالة بليغة له أثنى فيها ثناءً بالغاً على حجر ، وذكر استفظاعه للظلم ، وذكّر معاوية بنكثه للعهد ، وإراقته دم حجر الطاهر ظلماً وعدواناً . واعترضت عائشة ۶ أيضاً على معاوية من خلال ذكرها حديثاً حول شهداء «مرج عذراء» . ۷
وكان معاوية ـ على ما اتّصف به من فساد الضمير ـ يرى قتل حجر من أخطائه ، ويعبّر عن ندمه على ذلك ۸ ، وقال عند دنوّ أجله : لو كان ناصحٌ لَمَنعنا من قتله ۹ !
وقتل مصعب بن الزبير ولدَي حجر : عبيد اللّه ، وعبد الرحمن صبراً . ۱۰
وكان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد أخبر باستشهاده من قبل ، وشبّه استشهاده وصحبه باستشهاد «أصحاب الاُخدود» . ۱۱
1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ .
2.عَذْراء : قرية بغَوطة دمشق من إقليم خولان ، معروفة ، وإليها يُنسب مَرْج. والمَرْج : الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرَج فيها الدوابّ ؛ أي تذهب وتجيء (معجم البلدان: ج۴ ص۹۱ و ج۵ ص۱۰۰) .
3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۸ .
4.الأخبار الطوال : ص۲۲۴ .
5.أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۲۹ .
6.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۴ ح۵۹۸۴ .
7.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۴ .
8.سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۴۶۵ الرقم ۹۵ .
9.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۵ .
10.راجع : الغدير : ج۱۱ ص۵۴ .