915
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

عذراء ۱ » ۲ سنة 51 ه ، مع ثلّة من رفاقه . ۳
وكان حجر وجيهاً عند النّاس ، وذا شخصيّة محبوبة نافذة ، ومنزلة حسنة ، فكَبُر عليهم استشهاده ۴ ، واحتجّوا على معاوية ، وقرّعوه على فعله القبيح هذا . وكان الإمام الحسين عليه السلام ۵ ممّن تألّم كثيراً لاستشهاده ، واعترض على معاوية في رسالة بليغة له أثنى فيها ثناءً بالغاً على حجر ، وذكر استفظاعه للظلم ، وذكّر معاوية بنكثه للعهد ، وإراقته دم حجر الطاهر ظلماً وعدواناً . واعترضت عائشة ۶ أيضاً على معاوية من خلال ذكرها حديثاً حول شهداء «مرج عذراء» . ۷
وكان معاوية ـ على ما اتّصف به من فساد الضمير ـ يرى قتل حجر من أخطائه ، ويعبّر عن ندمه على ذلك ۸ ، وقال عند دنوّ أجله : لو كان ناصحٌ لَمَنعنا من قتله ۹ !
وقتل مصعب بن الزبير ولدَي حجر : عبيد اللّه ، وعبد الرحمن صبراً . ۱۰
وكان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد أخبر باستشهاده من قبل ، وشبّه استشهاده وصحبه باستشهاد «أصحاب الاُخدود» . ۱۱

1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ .

2.عَذْراء : قرية بغَوطة دمشق من إقليم خولان ، معروفة ، وإليها يُنسب مَرْج. والمَرْج : الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرَج فيها الدوابّ ؛ أي تذهب وتجيء (معجم البلدان: ج۴ ص۹۱ و ج۵ ص۱۰۰) .

3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۸ .

4.الأخبار الطوال : ص۲۲۴ .

5.أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۲۹ .

6.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۴ ح۵۹۸۴ .

7.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۴ .

8.سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۴۶۵ الرقم ۹۵ .

9.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۵ .

10.راجع : الغدير : ج۱۱ ص۵۴ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
914

وكان نصير الإمام الوفيّ المخلص ، والمدافع المجدّ عنه . ولمّا أغار الضحّاك بن قيس على العراق ، أمره الإمام عليه السلام بصدّه ، فهزمه حجر ببطولته وشجاعته ، وأجبره على الفرار . ۱
اطّلع حجر على مؤامرة قتل الإمام عليه السلام قبل تنفيذها بلحظات ، فحاول بكلّ جهده أن يتدارك الأمر فلم يُفلح ۲ . واغتمّ لمقتله كثيراً .
وكان من أصحاب الإمام الحسن عليه السلام الغيارى الثابتين . ۳
وقد جاش دم غيرته في عروقه حين سمع خبر الصلح ، فاعترض ۴
، فقال له الإمام الحسن عليه السلام : لو كان غيرُك مثلَك لَما أمضيتُه . ۵
وكان قلبه يتفطّر ألماً من معاوية . وطالما كان يبرأ من هذا الوجه القبيح لحزب الطلقاء الَّذي تأمّر على المسلمين ، ويدعو عليه مع جمع من الشيعة ۶ . وهو الحزب الَّذي كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وصفه بأنّه ملعون . وكان حجر يقف للدفاع عن العقيدة وأهل البيت عليهم السلام بلا وجلٍ ، ويُعنّف المغيرة الَّذي كان فرداً في رجسه وقبحه ورذالته ، وقد تسلّط على الكوفة في أثناء حكومة الطلقاء ، وكان يطعن في عليٍّ عليه السلام وشيعته ۷ . وضاق معاوية ذرعاً بحجر وبمواقفه وكشفه الحقائق ، وصلابته ، وثباته ، فأمر بقتله وتمّ تنفيذ أمره ، فاستشهد ۸ ذلك الرجل الصالح في «مَرْج

1.الغارات : ج۲ ص۴۲۵ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۱۹ .

3.أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۸۰ .

4.أنساب الأشراف : ج۳ ص۳۶۵ .

5.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۵۶ .

6.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۵۲ .

7.تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۲۱۷ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 395371
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي