ولي مالك الجزيرة ۱ ـ وهي تشمل مناطق بين دجلة والفرات ـ بعد حرب الجمل . وكانت هذه المنطقة قريبة من الشام الَّتي كان يحكمها معاوية ۲ . واستدعاه الإمام عليه السلام قبل حرب صفّين .
وكان على مقدّمة الجيش في البداية ، وقد هَزم مقدّمة جيش معاوية .
ولمّا استولى جيش معاوية على الماء وأغلق منافذه بوجه جيش الإمام عليه السلام ، كان لمالك دور فاعل في فتح تلك المنافذ والسيطرة على الماء ۳ . وكان في الحرب مقاتلاً باسلاً مقداما ، رابط الجأش مجدّا مستبسلاً ، وقد قاتل بقلبٍ فتيّ وشجاعة منقطعة النّظير ۴ . وتولّى قيادة الجيش مع الأشعث ۵ ، وكان على خيّالة الكوفة طول الحرب ۶ ، وأحيانا كان يقود أقساما اُخرى من الجيش . ۷
وفي معارك ذي الحجّة الاُولى كانت المسؤوليّة الأصليّة والدور الأساس للقتال على عاتقه ۸ . وفي المرحلة الثانية ـ شهر صفر ـ كان يقود القتال أيضا يومين في كلّ ثمانية أيّام . ۹
وكان له مظهر عجيب في المنازلات الفرديّة للقتال ، وفي حلّ عُقَد الحرب ، وعلاج مشاكل الجيش ، والنّهوض بعب ء الحرب ، والسير بها قُدما بأمر الإمام عليه السلام .
1.وقعة صفّين : ص۱۲ .
2.وقعة صفّين : ص۱۷۴ ـ ۱۷۹ .
3.وقعة صفّين : ص۱۹۶ و ص۴۳۰ .
4.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۶۹ و ۵۷۰ .
5.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۱ .
6.وقعة صفّين : ص۴۷۵ .
7.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۷۴ .
8.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۲ و ۱۳ .