945
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

ما يقول . ۱
نطق هذا الرجل حقّا ، فلم يكن أحد في جيش الإمام عليه السلام مثل مالك .

26

مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ

هو محمّد بن عبد اللّه بن عثمان وهو محمّد بن أبي بكر بن أبي قُحافة ، واُمّه أسماء بنت عُمَيس ، وُلد في حجّة الوداع ] سنة 10 ه [ بذي الحُلَيفة ۲ ، في وقتٍ كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد تهيّأ مع جميع أصحابه لأداء حجّة الوداع .
اُمّه أسماء بنت عُمَيس . كانت في البداية زوجة جعفر بن أبي طالب ۳ وهاجرت معه إلى الحبشة ۴ . وبعد استشهاد جعفر تزوّجها أبو بكر ۵ ، وبعد موته تزوّجها أمير المؤمنين عليه السلام . فانتقلت إلى بيته مع أولادها وفيهم محمّد الَّذي كان يومئذٍ ابن ثلاث سنين . ۶
نشأ في حِجر الإمام عليه السلام ۷ إلى جانب الحسن والحسين عليهماالسلام ، وامتزجت روحه بمعرفة وحبّ أهل البيت عليهم السلام وكان الإمام عليه السلام يقول أحيانا ملاطفا : محمّد ابني من صُلب أبي بكر . ۸
وكان محمّد في مصر أيّام حكومة عثمان ، وبدأ فيها تعنيفه وانتقاده له ۹ ،

1.الأمالي للطوسي : ص۱۷۴ ح۲۹۳ .

2.صحيح مسلم : ج۲ ص۸۸۷ ح۱۴۷ .

3.اُسد الغابة: ج۱ ص۵۴۴ الرقم ۷۵۹ .

4.شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۵۳ .

5.مروج الذهب : ج۲ ص۳۰۷ .

6.الاستيعاب : ج۳ ص۴۲۲ الرقم ۲۳۴۸ .

7.تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۹۲ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
944

والمقاتل الفذّ ، والنّاصر الفريد لمولاه ، بطريقة غادرة بعدما تناول من العسل المسموم بسمّ فتّاك ، وعرجت روحه المشرقة الطاهرة إلى الملكوت الأعلى . ۱
وحزن الإمام عليه السلام لمقتله ، حتى عَدّ موته من مصائب الدهر ۲ . وأبّنه فكان تأبينه إيّاه فريدا ؛ كما أنّ وجود مالك كان فريدا له في حياته عليه السلام . ۳
ولمّا نُعي إليه مالك وبلغه خبر استشهاده المؤلم ، صعد المنبر وقال :
«ألا إنَّ مالِكَ بنَ الحارِثِ قَد قَضى نَحبَهُ ، وأوفى بِعَهدِهِ ، ولَقِيَ رَبَّهُ ، فَرَحِمَ اللّهُ مالِكا ! لَو كانَ جَبَلاً لَكانَ فِنداً۴، ولَو كانَ حَجَرا لَكانَ صَلداً . للّهِِ مالِكٌ ! وما مالِكٌ ! وهَل قامَتِ النِّساءُ عَن مِثلِ مالِكٍ ! وهَل مَوجودٌ كَمالِكٍ !» .۵
ومعاوية الَّذي كان فريدا أيضا في خبث طويّته ورذالته وضَعَته وقتله للفضيلة ، طار فرحا باستشهاد مالك ، ولم يستطع أن يخفي سروره ، فقال من فرط فرحه :
كان لعليّ بن أبي طالب يدان يمينان ، فقُطعت إحداهما يوم صفّين ـ يعني عمّار بن ياسر ـ وقُطعت الاُخرى اليوم ، وهو مالك الأشتر . ۶
وكلّما كان يذكره الإمام عليه السلام ، يثقل عليه الغمّ والحزن ، ويتحسّر على فقده . وحين ضاق ذرعا من التحرّكات الجائرة لأهل الشام ، وتألّم لعدم سماع جُنده كلامه ، وتأوّه على قعودهم وخذلانهم له في اجتثاث جذور الفتنة ، قال رجل :
استبانَ فقدُ الأشتر على أهل العراقِ . لو كان حيّا لقلّ اللغط ، ولعلم كلّ امرئٍ

1.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۶۸ .

2.الأمالي للمفيد : ص۸۳ ح۴ .

3.نهج البلاغة : الحكمة ۴۴۳ .

4.الفِنْد من الجبل : أنفه الخارج منه . وقيل : هو المُنفَرد من الجبال (النهاية : ج۳ ص۴۷۵) .

5.الاختصاص : ص۸۱ .

6.الغارات : ج۱ ص۲۶۴ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 302132
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي