117
الزّهد

أميرِ المؤمنين عليه السلام ، قال:قيلَ له: ما الزُّهدُ فِي الدُّنيا؟ قال: «حرامَها فتَنَكَّبهُ 1 ». 2

۱۱.فَضالة، عن أبان بن عثمان، عن سَلمة بن أبي حفص، عن أبي عبد اللّه ، عن أبيه عليهماالسلام، عن جابر، قال:«مَرّ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله بالسُّوقِ، وأقبلَ يُريدُ الغالِيةَ ۳ والناسُ يَكتَنِفُه، فمرَّ بجَديٍ أسَكَّ ۴ على مَزبَلةٍ مُلقىً وهو مَيّتٌ، فأخذَ بأُذُنِه، فقال: أيُّكم يُحِبُّ أن يكونَ هذا له بِدرهَمٍ؟ قالوا: ما نُحِبُّ أنّه لنا بِشَيءٍ، وما نَصنعُ به! فقال: أفَتُحِبّونَ أنّه لكم؟ قالوا: لا ـ حتّى قال ذلك ثلاثَ مرّاتٍ ـ فَقالوا: واللّه ، لو كانَ حَيّا كانَ عَيبا، ۵
فَكيفَ وهو مَيّتٌ؟! فقال رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ الدُّنيا عَلى اللّهِ أهونُ مِن هذا عَليكم». ۶

۱۲.فَضالة، عن أبان، عن زياد بن أبي رجاء، عن أبي هاشم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:«مَن أصبحَ والدُّنيا أكبرُ هَمِّه، شُتِّتَ عليه أمرُه، وكانَ فَقرُه بينَ عَينَيهِ، ولم يَأتِهِ مِن الدُّنيا إلاّ ما قُدِّرَ له؛ ومَن كانت الآخرةُ أكبرَ هَمِّه، كَشَفَ اللّهُ عنه ضِيقَه، وجَمَع له أمرَه، وأتَتهُ الدُّنيا وهي راغِمَةٌ». ۷

1.نَكَبَ عن الشيء وعن الطريق: عَدَلَ؛ ونَكَّبه تنكيبا، أي عدل عنه واعتزله. وتَنَكَّبَه: أي تَجَنَّبه. راجع : لسان العرب، ج ۱، ص ۷۷۰ (نكب).

2.الكافي، ج ۵، ص ۷۰، باب معنى الزهد، ح ۱ بسند آخر عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، من دون إسناد إلى عليّ عليه السلام ؛ معاني الأخبار، ص ۲۵۱، باب معنى الزهد، ح ۱ بسند آخر عن السكوني، عن أبي عبداللّه ، عن أميرالمؤمنين عليهماالسلام ، كلاهما مع اختلاف يسير . بحارالأنوار، ج ۷۰، ص ۳۱۷، باب الزهد ودرجاته، ح ۲۶.

3.د، البحار: «العالية»؛ والغالية: نوع من الطِّيب مركَّب من مِسك وعنبر وعود ودُهن، وهي معروفة. النهاية، ج۳، ص ۳۸۳ (غلا).

4.الف، ب، ج: «أسد». د: «أسود»؛ والجَديُ: الذكر من أولاد المَعز، ويُجمع على: أجدٍ وجِداءٍ. و«أنّه مرَّ بِجَدي أسَكَّ»: أي مُصطَلَم الأُذُنين مقطوعهما. العين ، ص ۱۳۱ (جدي) ؛ النهاية، ج ۲، ص۳۸۴ (سكك).

5.الف ، ب ، ج ، د : «عسى».

6.الكافي، ج ۲، ص ۱۲۹، باب ذمّ الدنيا و...، ح ۹ بسند آخر عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : مرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ...، مع اختلاف. بحارالأنوار، ج ۱۶، ص ۲۸۲، باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه و آله ، ح ۱۲۸؛ ج ۷۳، ص ۱۲۶، باب حبّ الدنيا وذمّها، ح ۱۲۲.

7.الكافي، ج ۲، ص ۳۱۹، باب حبّ الدنيا و...، ح ۱۵ بسند آخر ، مع اختلاف يسير؛ ثواب الأعمال، ص۲۰۱، باب ثواب من أصبح و...، ح ۱ بسند آخر عن الصادق عليه السلام ، عن الرسول صلى الله عليه و آله ، مع اختلاف ؛ مشكاة الأنوار، ص۴۶۳، باب في ذمّ الدنيا، ح ۱۵۴۶ مرسلاً عن الصادق عليه السلام ، مع اختلاف يسير. بحارالأنوار، ج ۷۳، ص ۱۲۶، باب حبّ الدنيا و ذمها، ح ۱۲۲.


الزّهد
116

غَداةَ النَّدامَةِ، وحَمِدَها آخَرونَ.
ذكَّرَتْهم فتذكّروا، وحدَّثَتهم فصدّقوا، فيا أيُّها الذامُّ للدُّنيا، المُعتَلُّ ۱ بِتَغريرِها ۲ ، مَتى استَذَمَّت ۳ إليكَ الدُّنيا وغَرَّتكَ؟ أبِمَنازِل آبائِك مِن الثَّرى، أم بِمَضاجِعِ اُمّهاتِك مِن البِلى؟ كم مَرِضتَ بِكَفّيكَ؟ وكم عَلَّلتَ بِيَديك تَبتَغي له الشِّفاءَ، وتَستَوصِفُ له الأطِبّاءَ؟ لم يَنفَعه إشفاقُكَ ۴ ، ولم يَعفِه ۵ طَلِبَتُك، مَثَّلَت لكَ به الدُّنيا نَفسَكَ، وبمَصرَعِه مَصرَعَك، فجَديرٌ بكَ أن لا يَفنى به بُكاؤك، وقد عَلِمتَ أنّه لا يَنفَعُك أحِبّاؤك ۶ ». ۷

۹.عبد اللّه بن المُغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:«تَمَثَّلت الدُّنيا لِعيسى عليه السلام في صُورةِ امرأةٍ زَرقاءَ، فقال لها: كم تَزَوّجتِ؟ قالَت: كثيرا. قال: فكُلٌّ طَلَّقكِ؟ قالَت: بل كُلٌّ قَتَلتُ. قال: فوَيحُ أزواجِكِ الباقِينَ، كيفَ لا يَعتَبِرونَ بالماضينَ؟».
قال: وقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «مَثَلُ الدُّنيا كَمَثَلِ البحرِ المالِحِ، كُلَّما شَرِبَ العَطشانُ منه ازدادَ عَطَشا حتّى يَقتُلَه». ۸

10.عبد اللّه بن المُغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، يرفعُ الحديثَ إلى

1.الف: «المقبل». ب، د: «المقيد».

2.الف: «بتغديرها».

3.ب، ج، د: «اسدت».

4.الف، ب، ج: «شفاعتك». د: «شفقتك».

5.البحار : «لم تعقه » .

6.ب، ج: «إخاؤك». د: «اتّخاذك».

7.الإرشاد ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ، باب من كلامه عليه السلام في الحكمة والمواعظة ، مرسلاً عنه عليه السلام ؛ تحف العقول، ص۱۸۷، باب وصفه عليه السلام الدنيا للمتّقين، عن جابر ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام ، ضمن الحديث ؛ نهج البلاغة ، ص۱۸۸ ، ضمن الحكمة ۱۳۱ ، وفي كلّها مع اختلاف يسير . بحارالأنوار، ج ۷۳، ص ۱۲۵، باب حبّ الدنيا وذمّها، ح ۱۱۹.

8.تحف العقول، ص ۳۹۶، باب وصيّة الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلاملهشام، في ضمن وصيّته له ؛ مشكاة الأنوار، ص ۴۶۹، باب في ذمّ الدنيا، ح ۱۵۷۳ مرسلاً عن أبي عبداللّه عليه السلام . بحارالأنوار، ج ۱۴، ص ۳۳۰، باب مواعظ عيسى عليه السلام و...، ح ۶۷، وفي كلّها إلى قوله : «كيف لايعتبرون بالماضين » ؛ وفيه ، ج ۷۳، ص ۱۲۵، باب حبّ الدنيا وذمّها، ح ۱۲۰.

  • نام منبع :
    الزّهد
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 41982
الصفحه من 236
طباعه  ارسل الي