انتَهَت إلى مَوضِعِ سُجودِهِ، فنَظَر إليها داودُ و حَدَّثَ في نَفسِه: لِمَ خُلِقَت هذه الدودَةُ؟ فأوحَى اللّهُ إليها: تَكَلَّمي، فقالَت له: يا داودُ، هَل سَمِعتَ حَسِيسي ۱ ، أو استَبَنتَ علَى الصَّفا ۲ أثري؟ فقال لها داودُ: لا. قالَت: فإنَّ اللّهَ يَسمعُ دَبيبي ۳ ونَفَسي وحَسِيسي ۴ ، ويَرى أثَرَ مَشيي، فاخفِض مِن صَوتِك». ۵
۶.النَّضرُ، عن دُرُست، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:«إنَّ اللّهَ بَعَثَ مَلَكينِ إلى أهلِ مَدينةٍ لِيَقلِبانِها ۶
على أهلِها، فلمَّا انتَهَيا إلَى المدينةِ، وَجَدا رَجلاً يدعُو اللّهَ ويَتَضرّعُ إليه، فقال أحدُهما لِلآخَرِ: أما تَرى هذا الداعي؟! فقال: قد رَأيتُه، ولكِن أمضي لِما أمَرَني به رَبّي، فقال: ولكِنّي لا اُحدِثُ شَيئا حتّى أرجِعَ إلى رَبّي، فعادَ إلى اللّهِ تَباركَ وتعالى، فقال: يا رَبِّ، إنّي انتَهَيتُ إلَى المدينةِ، فوَجَدتُ عبدَكَ فُلانا يَدعوكَ ويَتَضرَّعُ إليكَ؛ فقال:اِمضِ لِما أمَرتُكَ ؛ فإنّ ذلك رَجلٌ لم يَتَغيَّر وَجهُهُ غَضَبا ليقَطُّ». ۷
۷.النَّضرُ، عن محمّد بن هاشم، عن رجل، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:«إنَّ قوما مِمّن آمَنَ بمِوسى عليه السلام قالوا: لَو أتَينا عَسكَرَ فِرعَونَ وكُنّا فيه، ونِلنا مِن دُنياه، فإذا كانَ الذي
1.الف، ج، البحار: «حسّي»؛ والحِسُّ والحَسِيس: الصوت الخَفِيُّ، الحركة. لسان العرب، ج ۶، ص ۴۹ (حسس).
2.الصَّفا في الأصل جمع صَفَاة، وهي الصَّخرةُ والحجر الأملَسُ. النهاية، ج ۳، ص ۴۱ (صفا).
3.دبَّ النملُ وغيره من الحيوان على الأرض، يَدِبُّ دَبّا ودبيبا: مشى على هِينَتِه. لسان العرب، ج ۱، ص۳۶۹ (دبب).
4.الف، ج، البحار: «حسّي».
5.بحارالأنوار ، ج ۱۴، ص ۱۷، باب قصص داود عليه السلام ، ح ۲۹ ؛ و ج ۹۳ ، ص ۳۱۱ ، باب آداب الدعاء و . . . ، ح ۱۵ .
6.البحار، والكافي: «ليقلباها».
7.الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۸ ، باب الأمر بالمعروف و ...، ح ۸ بسند آخر عن النضر بن سويد ، مع اختلاف يسير ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۶۷۰ ، المجلس ۳۶ ، ح ۱۴۰۸ بسند آخر مع اختلاف وزيادة في آخره . بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۵۰۹ ، باب نوادر أخبار بني إسرائيل ، ح ۳۷ ؛ و ج ۱۰۰ ، ص ۸۶ ، باب وجوب الأمر بالمعروف و ...، ح ۶۰ .