189
الزّهد

ثمّ لَأعمُرنَّها».
قال: «فلمّا حدَّثَهم جَزِعَت العُلماءُ، فقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، ما ذَنبُنا نحنُ ولم نَكُن نَعملُ بعَمَلِهم! فعاوِد لنا رَبَّكَ. فصامَ سَبعا، فلم يُوحَ إليه، فأكَلَ أكلةً ثمّ صامَ سبعا، فلمّا كانَ اليومُ الواحِدُ والعِشرونَ يَوما أوحَى اللّهُ إليه: لَتَرجِعَنّ عَمّا تَصنَعُ ـ أن تُراجِعَني في أمرٍ قد قَضَيتُه ۱ ـ أو لَأرُدَّنَّ وَجهَكَ على دُبُرِكَ. ثمّ أوحى إليه أن قُل لَهم: إنّكم رَأيتُم المُنكَرَ فلَم تُنكِروه، وسَلَّطَ عليهم بُختَ نَصَّر ففَعَل بِهم ما قد بَلَغَك». ۲

۲.عليُّ بن النعمان، عن ابن مُسكان، عن أبي حمزةَ، عن يحيَى بن عقيل، عن حبشي، قال:خَطبَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام الناسَ، فحَمِدَ اللّهَ وأثنى علَيه، وذَكَر ابنَ عمِّه محمّدا صلى الله عليه و آله ، فصَلّى عليه، ثمّ قال:
«أمّا بَعدُ، فإنّه إنّما هَلَكَ مَن كانَ قَبلَكُم بحيثُ ما عَمِلوا مِن المَعاصي، ولَم يَنهاهُم الرَّبانيُّونَ والأحبارُ عن ذلك؛ فإنّهم لمّا تَمَادَوا فِي المَعاصي نَزَلت بِهِم العُقوباتُ، فأمُروا بالمَعروفِ، وانهَوا عن المُنكرِ؛ واعلَموا أنّ الأمرَ بِالمعروفِ والنَّهيَ عن المُنكرِ لا يُقرِّبانِ أجَلاً، ولا يَقطَعانِ رِزقا؛ فإنَّ الأمرَ يَنزِلُ مِن السماءِ إلَى الأرضِ كقَطرِ المَطَرِ إلى كُلِّ نَفسٍ ما قَدَّرَ اللّهُ مِن زيادَةٍ ونُقصانٍ، فإن أصابَت أحَدَكم مُصيبةٌ في أهلٍ أو مالٍ أو نَفسٍ ورَأى عِندَ أخيهِ عُقوبَةً فلا يَكونَنَّ عليه فِتنةً، وإنَّ المَرءَ المُسلِمَ البَريءَ مِن الخِيانةِ يَنتَظِرُ إحدَى الحُسنَيينِ: إمّا داعيا إلَى اللّهِ؛ فما عِندَ اللّهِ خَيرٌ لَه، وإمّا الرِّزقَ مِن اللّهِ تَعالى، فإذا هو ذو أهلٍ ومالٍ؛ وسَعَةُ المالِ والبنون لَحَرثُ ۳ الدُّنيا، والعَمَلُ الصالِحُ

1.البحار: «فشيته».

2.تفسير العيّاشي، ج ۱، ص ۱۴۰، ح ۴۶۶ عن أبي بصير، عن الصادق عليه السلام ؛ وفي تفسير القمّي، ج ۱، ص ۸۶؛ وسعد السعود، ص ۱۱۷، فصل فيما نذكره من تفسير القرآن ...، كلاهما بسند آخر عن النضر بن سويد ، وفي كلّها مع اختلاف يسير . بحارالأنوار، ج ۱۰۰، ص ۸۶، باب وجوب الأمر بالمعروف و...، ح ۶۱.

3.الف: «حزب».


الزّهد
188

20 ـ بابُ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر

۱.حدّثنا الحسين بن سعيد، عن النَّضر بن سُويد، عن يحيَى الحلبي، عن هارون بن خارِجة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:«إنّ اللّهَ تعالى بَعثَ إلى بَني إسرائيل نَبيّا يُقالُ له: إرمِيا، فقال: قُل لَهم: ما بَلدٌ بِنَفسِهِ مِن كِرامِ البُلدانِ، وغُرِسَ فيه مِن كِرامِ الغُروسِ، ونَقَّيتُه ۱ مِن كُلّ غَريبةٍ ۲ ، فأخلَفَ فأنبَتَ خَرنُوبا ۳ ، فضَحِكوا ۴ مِنه، واستَهزؤوا به، فشَكاهُم إلى اللّهِ، فأوحَى اللّهُ إليهِ أن قُل لَهم: إنّ البَلدَ البيتُ المُقدّسُ، والغَرسَ ۵ بَنو إسرائيلَ، نَقّيتُهم مِن كلِّ غَريبةٍ ۶ ، ونَحّيتُ ۷ عَنهم كُلَّ جَبّارٍ، فأخلَفوا، فعَمِلوا بِمَعاصيَّ، فلاَُسَلِّطنَّ عليهم في بَلَدِهم مَن يَسفِكُ دِماءَهُم، ويَأخُذُ أموالَهم، وإن بَكَوا لَم أرحَم بُكاءَهُم، وإن دَعَوا لَم أستَجِب دُعاءَهُم، فَشِلوا وفَشِلَت أعمالُهم ۸ ، لاَُخرِبَنّها مِائةَ عامٍ

1.ب: «كرام العروس و نفسه».

2.ب: «غرسة».

3.الخَرُّوب والخَرنُوب : شجر يَنبُت في جبالِ الشام، له حبٌّ كحَبِّ اليَنبُوت، يُسمّيه صبيانُ أهل العراق القِثَّاءَ الشاميَّ، وهو يابسٌ أَسود. لسان العرب، ج ۱، ص ۳۵۱ (خرنب).

4.ب: ـ «فضحكوا» إلى «قل لهم».

5.الف: «الغزنين».

6.ب: «يجب».

7.ب: - «و إن بكو» إلى «أعمالهم».

  • نام منبع :
    الزّهد
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 52549
الصفحه من 236
طباعه  ارسل الي