السعدي، عبد اللّه بن سعيد وصدقة بن بندار ـ اعتُبِرت من كتب صحيح الحديث، ولكنّها ذات مرتبة أدنى من مرتبة «معمول بها». كَتَبَ صاحب اُصول علم الرجال في وصف الكتب المذكورة آنفاً ما يلي:
فكتب هؤلاء ـ من المصنّف إلى الإمام ـ معتبرة ولا حاجة للنظر في السند، للشهادة بأنّها معمول بها أو مصحّحة الرواية، نعم، الطريق إلى صاحب الكتاب يحتاج إلى إحرازه، بخلاف المرتبتين: الثانية والثالثة، فإنّهما لا تحتاجان للنظر في الطريق إلى صاحب الكتاب، وأمّا من صاحب الكتاب إلى الإمام عليه السلام فلابّد من النظر في الطريق ۱ .
وقد استفاد بعض الرواة والمحدّثين الأوائل في كتبهم من روايات الحسين بن سعيد خير فائدة. ففضلاً عن أصحاب الكتب الشيعيّة الأربعة، كان هناك مصنّفون آخرون نقلوا عنه روايات أُخرى نذكر منهم: عليّ بن مهزيار، أحمد بن محمّد بن عيسى، حسين بن حسن بن أبان و فرات بن إبراهيم.
وكتب صاحب الذريعة في وصف تفسير فرات الكوفي:
«تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي المقصور على الروايات عن الأئمّة الهداة عليهم السلام ، وقد أكثر فيه من الرواية عن الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي» ۲ .
2 / 3 . مصنّف الكتب الثلاثين
تُنسب هذه الكتب الثلاثون إلى الحسين بن سعيد أكثر ممّا تُنسب إلى ابني سعيد الأهوازيين. وقد وجّه البعض ذلك بأنّ شهرة الحسين بن سعيد هي السبب في حصول هذا النوع من التلقّي وهذا الكّم من الأخبار، إلاّ أنّ مؤلّف كتاب قاموس الرجال نظر في آراء الرجاليين وخرج منها بهذه النتيجة، وهي أنّ مجموعة الأحاديث ذات الثلاثين موضوعاً المشهورة كانت من عمل الحسين بمفرده، ولم تكن عملاً مشتركاً