49
الزّهد

إثبات عليه بحيث تطمئنّ النفس بعرفيّته، فيكفي في جواز الحكم وصحّته بأنّ ما بأيدينا هي نسخة كتاب الزهد لنجل سعيد بن حمّاد الأهوازي (المعدود في كتبه الثلاثين في فهرستَيِ الشيخ الطوسي والنجاشي رضوان اللّه عليهما) اتّفاقُ الناقلين لهذه المجموعة من الأحاديث في كتبهم الروائيّة: البحار، ووسائل الشيعة، والمستدرك، وتفسير البرهان وغيره، وتصريحُهم بأنّها كتاب الزهد للحُسَين بن سعيد الأهوازي، فتلقّوها ميراثاً وتركةً منه إليهم يداً بيد من دون نكير ومعارض أصلاً ۱ .

3 / 7 . النسخ المطبوعة منه

وعلى الرغم ممّا يوجد في كتاب الزهد من روايات بديعة وجذّابة، إلاّ أنّه لم يطبع إلاّ مرّتين فقط حتّى الآن.
1 . طبع هذا الكتاب للمرّة الاُولى على يد العالم الجليل المرحوم الميرزا غلام رضا عرفانيان، في الأعوام 1400هـ. و1402هـ في قُمَّ. وحاول عند تحقيقه لهذا الكتاب مقابلة ما فيه من أحاديث مع مخطوطات اُخرى وإنجاز عمليّة تنقيحها في ضوء ذلك. كما أنّه خرّج الأحاديث من بحار الأنوار وبعض الكتب الاُخرى ولكن بقليل من البحث والتقصّي.
نسأل الباري تعالى أن يحشره مع المعصومين عليهم السلام لما بذله من جهد في سبيل إحياء التراث الشيعي.
2 . طبع كتاب الزهد للمرّة الثانية بهمّة السيّد جلال الدين عليّ الصغير، في بيروت من قبل دار الاعراف للدراسات والنشر في عام 1413 ه .
وفي هذه الطبعة قام المحقّق بتحقيق هذا الكتاب استناداً إلى النسخة المطبوعة التي حقّقها المرحوم عرفانيان، وكتابي بحار الأنوار ووسائل الشيعة، ولم يرجع في عمله هذا إلى أيّة مخطوطة، كما أنّ هذه الطبعة ينقصها تخريج الأحاديث.

1.مقدّمة كتاب الزهد، ص «ف».


الزّهد
48

نعثر ولا حتّى على رواية واحدة نقلها عن الحُسَين بن سعيد مباشرة. والمورد الوحيد الذي نقله عن الحُسَين بن سعيد مباشرة جاء في بداية هذا الكتاب.
وعلى صعيد آخر يُستشفّ من دراسة عهد حياة تلاميذه بأنّه كان يعيش في القرن الرابع. وتلاميذه: التلّعكبري (م 385)، والشيخ الصدوق (م381)، وأبو عبد اللّه بن شاذان (اُستاذ النجاشي).
ويدلّ ما نقله الشيخ الطوسي على أنّه عاش في منتصف القرن الرابع (عام 350):
أخبرنا بكتبه ورواياته أحمد بن عبدون، عن أبي عبد اللّه الحسن بن عليّ بن شيبان القزويني، سماعا عنه، سنة خمسين وثلاثمائة، عن عليّ بن حاتم القزويني، قال : وابن حاتم يومئذٍ حيّ ۱ .
كما أنّ أساتذته كانوا يعيشون في عهد الغيبة الصغرى، من أمثال: محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري ـ كاتب الإمام المهديّ ـ وعليّ بن سليمان الذراري، وأحمد بن إدريس (م 306).
كتب العالم الجليل المرحوم الميرزا غلام رضا عرفانيان في مقدّمة كتاب الزهد عند دراسته لحياة عليّ بن أبي حاتم، واتّصال هذه النسخة من الكتاب به:
وبالجملة : بلحاظ ظهور مجموع ما تقدّم الكاشف عن طول عمر عليّ بن حاتم وكونه عالي الحديث في صحّة نسبة روايته عن الحُسَين بن سعيد مباشرة، نحكم بأنّه من رواته وتلامذته.
وإن أبيت إلاّ عن ثبوت الواسطة بين ابن حاتم وابن سعيد؛ لأجل إنكار الظهور المذكور، وأنّ فرض عدمها يستلزم الذهاب إلى فرض أنّه كان لكلّ واحد منهما من طول العمر 90 عاما مثلاً، وأنّ هذا وإن كان أمرا جائزا معقولاً وواقعا في جملة من الرواة ـ كما ذكروا في كتاب مشايخ الثقات، الحلقة الاُولى ص 73 وغيره ـ ولكنّه لا

1.الفهرست، ص ۱۶۳، الرقم ۴۲۵ .

  • نام منبع :
    الزّهد
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 41968
الصفحه من 236
طباعه  ارسل الي