75
الزّهد

حَسبُه، لا تُسخِطوا اللّهَ برِضا أحدٍ من خلقِه، ولا تَقرَّبوا إلى أحدٍ من الخَلقِ بتَباعد من اللّهِ؛ فإنّ اللّه ليسَ بينه وبين أحدٍ من الخلق شيءٌ يُعطيه به خيرا، أو يَدفعُ عنه سوءا إلاّ بطاعته، واتِّباعِ مَرضاتِه. و إنّ طاعةَ اللّهِ نَجاحٌ من كلّ خيرٍ يُبتغى، ونجاةٌ من كلّ سوءٍ يُتَّقى، وإنّ اللّهَ يَعصِمُ من أطاعَه، ولا يَعصِمُ من عَصاه، ولا يَجدُ الهارِبُ من اللّه مَهرَبا، ۱ وإنّ أمرَ اللّه نازِلٌ على حالِه ولو كَرِهَ الخلائقُ، وكلُّ ما هو آتٍ قريبٌ، ما شاءَ اللّهُ كانَ، وما لم يَشأ لم يكُن. «تَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الاْءِثْمِ وَالْعُدْوَ نِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ۲» . ۳

۶.القاسم وفَضالة، عن أبان، عن الحسن الصيقل، قال:سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عن تَفكُّر ساعةٍ خيرٌ من قيامِ ليلةٍ! قال: «نعم، قال رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : تَفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قيامِ ليلة». قلتُ: كيفَ يَتفكَّر؟ قال: «يَمُرُّ بالخَرِبة أو بالدار فيَتفكَّر، فيقول: أين ساكِنوكِ؟ و أين بانُوكِ؟ ما لكِ لا تَتكَلَّمينَ؟!». ۴

۷.محمّد بن أبي عمير، عن أبي سَيّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في خُطبةٍ له: ألا أخبِرُكم بخَيرِ خَلائقِ الدنيا والآخِرةِ: العَفوُ عمَّن ظلمَكُم، و تَصِلونَ من قَطعكُم، والإحسانُ إلى من أساءَ إليكم، وإعطاءُ مَن حَرَمَكُم. وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :

1.الهَرَبُ : الفِرار، والمَهرَب، كَجَعفَر: المَوضِعُ الذي يُهرَبُ إليه . مجمع البحرين، ج ۳، ص ۱۸۶۹، (هرب).

2.المائدة (۵) : ۲.

3.الكافي، ج ۸، ص ۸۱، باب احياء أمرهم و...، ح ۳۹ بسند آخر عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح؛ وفي الفقيه، ج ۴، ص ۴۰۲، باب النوادر، ح ۵۸۶۸ بسند آخر؛ والأمالي للصدوق، ص ۵۷۶، المجلس ۷۴، ح ۷۸۸ بسند آخر ؛ عن الصادق عليه السلام ، وفي كلّها مع اختلاف . بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۱۱۶ ، باب جوامع وصايا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ذيل ح ۸.

4.الكافي، ج ۲، ص ۵۴، باب التفكّر، ح ۲ بسند آخر عن أبان ، وليس فيه من «قال نعم » إلى «قيام ليلة » ؛ المحاسن، ج ۱، ص ۹۴، باب ثواب التفكّر في اللّه ، ح ۵۶ بسند آخر عن جعفر بن أبان ، عن الصيقل؛ مشكاة الأنوار، ص ۸۱، باب في التفكّر، ح۱۵۵ مرسلاً عن الصيقل، عن أبي عبداللّه عليه السلام ؛ وفي كلّها مع اختلاف يسير. بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۳۲۴ ، باب التفكّر و ...، ذيل ح ۱۶ .


الزّهد
74

للمالِ ومَنسَأةٌ في الأجلِ، وصدَقةُ السرِّ؛ فإنّها تُطفئُ غضَبَ الربِّ، وصَنائِعُ المَعروفِ؛ فإنّها تَدفَعُ ميتةَ السُّوءِ، وتَقي مَصارِعَ الهَوانِ؛ ألا فاصدُقوا؛ فإنّ اللّهَ تعالى مع مَن صَدقَ، وجانِبُوا الكَذِبَ؛ فإنّ الكَذِبَ مُجانِبُ الإيمانِ؛ ألا إنّ الصادِقَ على شَفا مَنجاةٍ وكرامَةٍ؛ ألا إنّ الكاذبَ على شَفا مَخزاةٍ وهَلَكةٍ؛ ألا وقولوا خيرا تُعرَفوا به، واعمَلوا به تكونوا مِن أهلِه، وأدُّوا الأمانةَ إلى مَنِ ائتَمنَكم، وصِلُوا أرحامَكم، وجُودوا بِالفَضلِ». ۱

۵.القاسمُ وفَضالةُ، عن أبان بن عثمان، عن الصَّباح بن سيابة، قال:سمعتُ كلاما يُروى عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «السعيدُ مَن سَعِدَ في بطنِ اُمّه، والشَّقيّ مَن وُعظَ بغَيره، وأكيسُ الكَيسِ التقيُّ، وأحمقُ الحُمقِ الفَجورُ، وأشَرُّ الروايةِ روايةُ الكَذِبِ، وأشرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها، وأشرُّ العَمى عَمَى القَلبِ، وأشرُّ الندامةِ حينَ يَحضَرُ أحدَكُم الموتُ، وأعظمُ الندامةِ ندامةُ يومِ القيامةِ، وأعظمُ الخَطأ عندَ اللّهِ لسانُ الكذبِ، وأشرُّ الكَسبِ كَسبُ الربا، وأشرُّ الأكلِ أكلُ مالِ اليتيمِ ظُلما، وأحسنُ زينةِ الرجلِ هَديٌ حَسنٌ مع إيمانٍ، وأملَكُ أمرِه به، وقوام ۲ خواتمه، ومن يَبتَغ السمعةَ يُسمِّعِ اللّهُ به، ومَن يَثِق بالدنيا يَعجَزْ عنه، ومَن يَعرِفِ البَلاءَ يَصبِرْ عليه، ومَن لا يَعرِفْه يَنكُلْ، والذنب كفر، ۳ ومن يَستَكبرْ يَضَعْه اللّهُ، ومن يُطِعِ الشيطانَ يَعْصِ اللّهَ، ومن يَعْصِ اللّهَ يُعَذِّبه، ومَن يَشكُر يَزِده».
قال قاسم في حديثه: «ومَن تَصبَّر عَلى الرَّزيّةِ يَعفيه اللّهُ، ومن يَتوكَّل عَلى اللّهِ فهو

1.الفقيه، ج ۱، ص ۲۰۵، باب فرض الصلاة، ح ۶۱۳ مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه السلام مع اختلاف يسير ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۸۹ ، باب خلق الخير والشرّ ، ح ۴۳۶ بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۲۱۶ ، المجلس ۸ ، ح ۳۸۰ بسند آخر عن الباقر ، عن عليّ عليهماالسلام ، وفي كلاهما مع اختلاف ؛ نهج البلاغه، ص ۱۶۳ ، الخطبة ۱۱۰، مع اختلاف وزيادة في آخره.

2.الف، ج، د: «قوله»؛ والظاهر أنّه تصحيف، والصحيح ما أثبتناه بقرينة بقيّة المصادر. راجع: الكافي، ج ۸، ص ۸۲، ح ۳۹.

3.في جميع النسخ كذلك. ولعلّه تصحيف «كبر»، أو «الذنب» تصحيف «الريب».

  • نام منبع :
    الزّهد
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 53653
الصفحه من 236
طباعه  ارسل الي