بما يلي جوانب من الأحاديث الشريفة لرسول الإسلام الكريم(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" اختارها سماحة قائد الثورة الإسلامية من كتب حديثية معتبرة وعرضها في بدايات دروسه لبحوث خارج الفقه مع بعض الشرح والإيضاح.
ولمزيد من الفائدة ارتأينا عرض هذه الأحاديث والشروح بشكل أسبوعي أو يومي في الصفحة الأولى من الموقع، ومن ثم تقديمها في هذا الجزء من الموقع تحت عنوان "أحاديث وشروح"
من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم:
"وجاءه رجل بلبنٍ وعسل ليشربه، فقال صلى الله عليه وآله وسلّم: شرابان يكتفى بأحدهما عن صاحبه، لا أشربه ولا أحرّمه، ولكني أتواضع لله، فإنه من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبّر وضعه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الله آجره الله."
(تحف العقول، ص۴۶)
حيث أنه من المحتمل أن يتصور البعض أن عدم تمتع المعصوم (عليه السلام) ببعض النعم يعني التحريم، لذا يقول الرسول (ص): أنا لا أشرب هذا الشراب ولكني في الوقت ذاته لا أحرمه لأني لا أريد التمتع بكل النعم المحلّلة. والمراد بالرفعة هنا الرفعة المعنوية رغم أنها قد تفيد الرفعة الظاهرية أيضاً، لكن الرفعة الروحية والمعنوية أمرٌ مفروغ منه. أي إذا تواضع الإنسان لله رفعه الله روحياً وخلقياً وشمله بكراماته. كما أن القدر المسلم من الوضع هو الوضع والهبوط المعنوي، رغم أنه قد يعني أيضاً الهبوط والضعة الاجتماعية.
بتاريخ ۲۴/۸/۱۳۷۸ش (۱۵/۱۱/۱۹۹۹م)