بما يلي جوانب من الأحاديث الشريفة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) اختارها سماحة قائد الثورة الإسلامية من كتب حديثية معتبرة وعرضها في بدايات دروسه لبحوث خارج الفقه مع بعض الشرح والإيضاح.
ولمزيد من الفائدة ارتأينا عرض هذه الأحاديث والشروح بشكل أسبوعي أو يومي في الصفحة الأولى من الموقع، ومن ثم تقديمها في هذا الجزء من الموقع تحت عنوان "أحاديث وشروح"
من خطبة الإمام علي (علیه السلام) المعروفة بالديباج:
"عباد الله، سلوا الله اليقين، فإن اليقين رأس الدين، وارغبوا إليه في العافية، فإن أعظم النعمة العافية، فاغتنموها للدنيا والآخرة؟"
(تحف العقول، ص۱۵۰)
لليقين مراتب، وكل مرتبة من مراتبه لها ما يفوقها من المراتب، لذا كان الأئمة الأطهار (علیهم السلام) يسألون الله اليقين رغم ما يتحلون به من مراتب يقينية عالية. في هذا الحديث شُبِّه اليقين بالرأس، فكما أن الدور الذي يمارسه الرأس هو هداية حركات الإنسان وسكناته، كذلك يمارس اليقين نفس الدور في جسم الإنسان. حصول اليقين ممكن عن طريقين: أحدهما التأمل والتفكر في دلائل الدين ومبادئه وحقانية الشرع الإسلامي المقدس، والثاني التوجه نحو الذات الإلهية المقدسة والتضرّع والخضوع في حضرته العظيمة. العافية كما جاءت في الروايات ليست تلك العافية التي نذكرها في عرفنا فنقول طلب العافية، حيث يعتزل الإنسان في زاوية، ويترك سوح الجهاد، ولا يتحمل واجباته الحياتية الكبرى. إنما المراد العافية في الاعتقاد والعمل والصيانة من الوساوس الشيطانية والنفسية. في ساحة الحرب أيضاً يجب أن يطلب الإنسان العافية من الله بمعنى أن يطلب منه صيانته من الشكوك والخوف والتزلزل. أشار الإمام السجاد (علیه السلام) في الدعاء الثالث والعشرين من الصحيفة السجادية إلى مختلف أبعاد العافية وطلبها من الله عزوجل.