بما يلي جوانب من الأحاديث الشريفة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) اختارها سماحة قائد الثورة الإسلامية من كتب حديثية معتبرة وعرضها في بدايات دروسه لبحوث خارج الفقه مع بعض الشرح والإيضاح.
ولمزيد من الفائدة ارتأينا عرض هذه الأحاديث والشروح بشكل أسبوعي أو يومي في الصفحة الأولى من الموقع، ومن ثم تقديمها في هذا الجزء من الموقع تحت عنوان "أحاديث وشروح"
من وصيته عليه السلام لكميل بن زياد:
"يا كميل، لستُ والله متملقاً حتى أطاع، ولا ممنياً حتى لا أعصى، ولا مائلاً لطعام الأعراب حتى أنحل إمرة المؤمنين وأدعي بها."
(تحف العقول، ص۱۷۵)
في هذا الجانب من وصيته، يتبرّأ الإمام من الأساليب التي يتشبث بها أهل الدنيا للوصول إلى السلطة والحكم وتكريسهما والحفاظ عليهما. التملق لا يكون دوماً حيال أصحاب السلطة والمال والمناصب. أحياناً يتملق الحاكم أفراد شعبه ومن يعملون تحت إمرته ويطيعونه حتى يطيعوه أكثر. يقول: لستُ أحيي في قلوب الناس آمالاً، ولا أشغلهم بوعود فارغة خاوية لكي يطيعوني، ولا أميل لطعام أهل البادية البسيط ولا آكل مثلهم من أجل أن أتولّى عن هذا الطريق رئاسة المؤمنين وإمارتهم. هنا ينبغي التنبه إلى أن من يقول هذا الكلام كان يأكل أبسط الطعام ويختار لنفسه أصعب وأعنت الظروف. لكنه يقول في الوقت نفسه: أنا لا أرائي ولا أتظاهر من أجل الحكومة، وهذه قضية على جانب كبير جداً من الأهمية بالنسبة لنا، وعلينا استلهام الدروس منها حتى تكون أهدافنا ونوايانا إلهية خالصة، ويكون كل عمل شرعي نقوم به خالصاً لله.