خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 333

* خطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) عند الكعبة وذكر الملاحم والفتن بعده وأشراط الساعة

۰.بعدما قضى رسول الله(صلى الله عليه وآله) حجّته أتى مودِّعاً للكعبة الشريفة ، فلزم حلقة الباب ونادى : أيّها الناس . فاجتمع مَن في المسجد الحرام ، ومَن في السوق حوله ، فخطبَ هذه الخطبة البليغة ، وذكر الفتن التي تحدثُ بعده ، والفساد الذي يتعرّض له الناس في أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم ، وتحقّق أشراط الساعة .
وجديرٌ بالذكر أنّ لهذه الخطبة المباركة نصوصاً متعدّدة مختلفة في بعض الألفاظ . فقد روى السيوطي في الدرّ المنثور ذيل الآية الكريمة(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)۱وقال : أخرج ابن مردويه ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : حجّ النبيّ حجّة الوداع ثمّ أخذ بحلقة باب الكعبة فقال :
«أيّها الناس! ألا أخبركم بأشراط الساعة» . . . إلى آخره ۲ .
ورواها أيضاً محيي الدِّين ابن العربي في محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار مرسلاً عن عبدالله بن عبّاس ، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ۳ .
وأمّا في كتب الشيعة الإماميّة فرويت في جامع الأخبار مرسلة عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال : حججت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) حجّة الوداع ، فلمّا قضى النبيّ(صلى الله عليه وآله) ماافترض عليه من الحجّ أتى مودِّعاً الكعبة ، فلزم حلقة الباب ونادى برفيع صوته : «أيّها الناس » . فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق ، فقال : «اسمعوا

1.سورة محمّد(صلى الله عليه وآله) : ۱۸ .

2.الدرّ المنثور : ۷ / ۴۱۲ .

3.محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار : ۱ /۶۰ ـ ۶۲ .

الصفحه من 342