خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 307

أتى فيه لتعليم المسلمين مراسم حجّة الإسلام و تعليم أحكام فريضة الحجّ ، فقال(صلى الله عليه وآله) : «خذوا عنّي مناسكَكُم» ۱ .
فعلّمهم مناسك حجّهم وكيفيّة هذه العبادة العظيمة ، وفي أثناء سفره هذا قام بمهمّات أخرى، منها: أنّه حذّرهم من الفتن التي ستحدث بعده بين المسلمين .
ومنها: أنّه عيّن لهم المرجعيّة الإلهيّة من بعده، وحدّد المتولّي لمنصب الإمامة الكبرى والولاية العظمى على المسلمين بعد وفاته .
وقد قام بأداء هذه المهمّات بأحسن وجه ، منذُ بدء السفر وفي أثناء الطريق ، وفي مكّة المشرّفة وفي المواقف الكريمة ، فتراه حيناً يتكلّم مع شخص أو أشخاص ، وحيناً آخر في خطبة لجماعة ، وقد يرتقي المنبر ليخاطب جموعاً غفيرةً من المسلمين ، بل متى وحيثما أحسّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)بضرورة التحدّث إلى الناس ، قام بإبلاغ رسالته أحسن قيام .
وقد ذكر المحدّثون والمؤرّخون خُطَبه في المواضع و الأزمنة المختلفة ، نستعرضها في هذا المقال .

عددُ خُطب النبيّ(صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع:

۰.قال الحلبي في السيرة : خطب رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الحجّ خمس خطب :الأُولى : يوم السابع من ذي الحجّة بمكّة .
والثانية: يوم عرفة .
والثالثة: يوم النحر بمنى .
والرابعة: يوم القرّ ۲ بمنى .

1.السنن الكبرى للبيهقي : ۷ / ۲۷۵ ح۹۶۰۸ .

2.مراده من يوم القرّ هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجّة ; لأنّ الحجّاج يستقرّون في هذا اليوم بمنى ، بخلاف اليوم السابق منه والأيّام اللاّحقة له حيث يكونون فيها في حالة حركة ذهاباً وإياباً .

الصفحه من 342