خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 310

خطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم عرفة

في الضُحى من اليوم التاسع ، استقرّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) في قبّته التي ضُرِبتْ له بنَمِرَة قربَ عرفات ، وقد اغتسلَ وتهيّأَ لأداء أعمال هذا اليوم ، وبعد أن زالت الشمس خرجَ رسول الله(صلى الله عليه وآله) من خيمته وتوجّه ليخطب في الناس .
ففي حديث معاوية بن عمّار الطويل عن الإمام الصادق(عليه السلام) إشارةٌ إلى هذه الخطبة ، قال : فوعظَ الناسَ وأمرَهم ونَهاهم ۱ ولم يذكر نصّ الخطبة .
وفي رواية جابر الطويلة المذكورة في صحيح مسلم ، ومصادر اُخرى جاءت الخطبة باختصار ۲ .
إنّ هذه الخطبة هي المشهورة والمعروفة في كتب الفريقين من الخاصّة والعامّة ، وفي مصادر الأدب العربي لها انتشار واسع ; لجزالة ألفاظها ، وعظم معناها ، و لكن وقع بينهم بحث في مكانها وزمانها ، فهل ألقاها رسول الله(صلى الله عليه وآله) في عرفة ؟ أو في منى؟ و في أيٍّ من أيّام منى ؟ .
فبعضهم أوردها ، ولم يذكر المكان الذي خطب فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) كابن شعبة الحرّاني في تحف العقول ۳ والجاحظ في البيان والتبيين ۴ وابن عبد ربّه الأندلسي في العقد الفريد ۵ بل أوردوها بعنوان « خطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع » .
وبعض آخر أوردها ، وذكر أنّها خطبةُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعرفة ، كابن هشام في

1.الكافي : ۴ / ۲۴۷ قطعة من ح۴ ، تهذيب الأحكام : ۵ / ۴۵۶ قطعة من ح۱۵۸۸ .

2.صحيح مسلم : ۲ / ۷۲۶ قطعة من ح۱۲۱۸ ، سنن أبي داود: ۲۹۴ ـ ۲۹۶ ح۱۹۰۵ ، سنن ابن ماجة : ۲/۱۰۲۲ ح۳۰۷۴، السنن الكبرى للبيهقي: ۶/۱۴ ح۸۹۰۷ ، المصنف لابن أبي شيبة: ۴ / ۴۲۳ ـ ۴۲۶ .

3.تحف العقول : ۳۰ ـ ۳۴ .

4.البيان والتبيين : ۲۲۸ ـ ۲۲۹ ، أوائل الجزء الثاني .

5.العقد الفريد : ۴ / ۵۷ ـ ۵۸ .

الصفحه من 342