خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 312

مسلم ـ وأُخرى بعنوان خطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنى برواية البخاري ۱ .
والواقدي في المغازي أورد بعض فقرات هذه الخطبة ضمن خطبة النبيّ(صلى الله عليه وآله)بمكّة يوم الفتح ۲ . وكذلك المقريزي في إمتاع الأسماع ۳ .
واعلم أنّ من ذكر نصّ الخطبة مطوّلاً أو مختصراً بعنوان « خطبة النبيّ(صلى الله عليه وآله)في حجّة الوداع» أو بعنوان «خطبته بعرفات» أو ذكرها بعنوان « خطبته(صلى الله عليه وآله) بمنى يوم النحر» أو «أوسط أيّام التشريق» فكلّ النصوص تلك متقاربة المؤدّى والمعنى .
والصحيح عندي أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) خطبها بعرفة ، ونظراً لأهمّيتها وعظيم ما تضمّنته من مسائل هامّة ومعان جليلة ; أعاد رسول الله(صلى الله عليه وآله) مطالبَها في مناسبات ومواقفَ متعدّدة وأماكن أُخرى : مثل يوم النحر ، وفي اليوم الحادي عشر ، ترسيخاً لها في قلوب المسلمين ، فهو مشهدٌ عامٌ لم يرَ المسلمون من أوّل بعثة النبيّ(صلى الله عليه وآله)إلى ذلك اليوم مثلَه ، والمسلمون مجتمعون فيه من أقاصي بلاد الإسلام وأدناها .
وتعدّ هذه الخطبةُ العظيمةُ وصيّةً متكاملةً ، وكلمة جامعة ، وأساساً متيناً لوحدة المسلمين ، وتبياناً لشؤون دينهم ودنياهم .
وأمّا اختلاف بعض الألفاظ بين المصادر التي ذكرت هذه الخطبة ، فلا يضرّ بالمعنى والمفاد .

1.السيرة النبويّة لابن كثير : ۴ / ۳۸۷ ـ ۳۹۲ ، وانظر أيضاً هذه الخطبة الشريفة في جمهرة خطب العرب : ۱ / ۱۵۵ ـ ۱۵۸ خطبة ۱۳ ، وتاريخ اليعقوبي: ۲/۱۰۹ ـ ۱۱۲ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ۱/۱۲۶ ـ ۱۲۸ ، والسيرة النبويّة للحلبي : ۳ / ۳۲۷ ، والسنن الكبرى للبيهقي : ۷ / ۱۷ قطعة من ۸۹۰۷ وج۸ / ۱۱۱ ح۱۰۶۰۲ ، ودلائل النبوّة للبيهقي : ۵/۴۴۱ ـ ۴۴۲ . وتفسير القمي : ۱ / ۱۷۱ ، وعنه بحار الأنوار : ۳۷ / ۱۱۳ ح۶ .

2.المغازي : ۲ / ۸۳۶ .

3.إمتاع الأسماع : ۱ / ۳۹۲ـ ۳۹۴ وج۲ / ۱۱۱ـ ۱۱۲ .

الصفحه من 342