خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 313

ونحنُ هنا نورد الخطبة عن كتاب «تحف العقول» تأليف الشيخ الجليل الثقة أبي محمّد ، الحسن بن عليّ بن الحسين بن شُعبة ، الحرّاني ، من أعلام أصحابنا الإماميّة في القرن الرابع الهجريّ ، قال :

خطبتُه(صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع :

0.الحَمْدُ لِلّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إليْهِ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَمِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنا ، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلامُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاهادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أُوصيكُمْ عِبادَ اللهِ بتَقوى اللهِ وَأَحُثُّكُم عَلَى العَمَلِ بِطاعَتِهِ ; وَأَسْتَفْتِحُ اللهَ بِالَّذي هُوَ خَيْرٌ .
أمّا بَعدُ : أيّها النّاسُ! اسْمَعُوا مِنِّي ما أُبيِّنُ لكُمْ ، فإنّي لاأَدْرِي لَعلّي لاأَلْقاكُم بَعْدَ عامي هذا ، في مَوْقفي هذا .
أيُّها النّاسُ! إنَّ دِماءَكُمْ وأعْراضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرامٌ إلى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُم ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُم هذا ، في بَلَدِكُمْ هذا . ألا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ اللّهُمَّ اشْهَدْ .
فَمَنْ كانَتْ عِنْدَهُ أمانَةٌ فَلْيُؤَدِّها إِلى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْها ، وَإِنَّ رِبَا الجاهِليَّةِ مَوْضُوعٌ ، وَإنَّ أوَّلَ رِباً أَبْدأُ بِهِ رِبَا العَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطّلب ; وَإنَّ دِماءَ الجاهِليَّةِ مَوْضُوعَةٌ ، وَإنَّ أوَّلَ دم أَبْدأُ بِهِ دَمُ عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ بْنِ الحارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، وَإنَّ مآثِرَ الجاهِليَّةِ مَوْضُوعَةٌ غَيْرَ السِّدانَةِ وَالسِّقايَةِ ، وَالعَمْدُ قَوَدٌ ، وَشِبْهُ العَمْدِ ما قُتِلَ بِالعَصا وَالحَجَرِ وَفيه مائَةُ بَعير ، فَمَنِ ازْدادَ فَهُوَ مِنَ الجاهِليّةِ .
أيُّها النّاسُ! إنَّ الشَّيْطانَ قَدْ يَئِسَ أن يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هذِهِ ، وَلكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِأَنْ يُطاعَ في ما سِوى ذلِكَ في ما تَحْتَقِروُنَ مِنْ أعْمالِكُمْ .
أيُّها النّاسُ! (إِنَّمَا النَّسِىءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ

الصفحه من 342