خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 315

أيُّها النّاسُ ; إنَّ اللهَ قَسَمَ لِكُلِّ وَارِث نَصيبَهُ مِنَ الميراثِ ، وَلا تَجُوزُ لِوارِث وَصيّةٌ في أكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ . وَالولَدُ لِلفِراشِ وَلِلْعاهِرِ الحَجَرُ ، مَنِ ادَّعى إلى غَيْرِ أَبيهِ ، وَمَنْ تَوَلّى غَيْرَ مَواليهِ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالملائِكَةِ وَالنّاسِ أجْمَعينَ ، وَلا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلا عَدْلاً . وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ ۱ .

وفي السيرة النبويّة لابن هشام : قال ابن إسحاق : حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عبّاد قال : كان الرجلُ الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو بعرفة ربيعةُ بن أُميّة بن خلف ۲ .
وفي تاريخ اليعقوبي : أمر(صلى الله عليه وآله) ربيعةَ بن أُميّة بن خلف، فوقف تحت صدر راحلته وكان صيّتاً ۳ فقال : «يارَبيعة! قُلْ:يا أيّهاالناس ، إنّ رسول الله يقول. .» ۴ .
وفي إمتاع الأسماع : الذي يُبلِّغُ عنه بعرفة رَبيعة بن أُميّة بن خلف ، لكثرة الناس ، فإنّه شهدَ الخطبةَ نحوٌ من أربعين ألفاً ۵ .
واعلم أنّ بعض نصوص هذه الخطبة الجليلة يحتوي على أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله)بـ«التمسّك بالثقلين» ففي سنن الترمذي : حدّثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي ، حدّثنا

1.تحف العقول : ۳۰ ـ ۳۴ .

2.السيرة النبويّة لابن هشام : ۴ / ۲۵۲ .

3.في المصدر (صَبِيّاً) وهو غلطٌ، لأنّ المقام يقتضي أن ربيعة مبلّغ كلام الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى الناس ولا يأتي مثل هذا من الصبيّ، بل لابُدّ أن يُنْتَدَبَ لهذا العمل ذُو الصوت المُرْتِفِعِ الجَهْوَرِيّ، كما وصف العباس عمّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) بكونه « جهوريّاً صيّتاً » لمّا أمره رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن ينادي الصحابة الذين فرّوا من الزحف يوم حنين، وكما هو الشرط في المستملي في دراية الحديث والمصطلح، وكما هوالمندوب في المؤذّن أن يكون « صَيِّتاً » . فالصواب ما أثبتنا في المتن، وقد جاء وصف ربيعة في بعض نقول هذا الحديث بأنّه «كان رجلاً صيّتاً» كما وصف بذلك في ترجمته من كتب الصحابة: كأسد الغابة والإصابة والدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البَرّ . وكتب السيّد

4.تاريخ اليعقوبي : ۲ / ۱۰۹ .

5.إمتاع الأسماع : ۲ / ۱۱۲ ـ ۱۱۳ .

الصفحه من 342