خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 317

أُشْهِدُكم مَلائكتي أنّي قد غَفَرْتُ لهم ، الحاجِّ وغيرِ الحاجّ . فلم يُرَ يوماً أكثرَ عُتَقاءَ مِن النار من يوم عَرَفة و ليلتِها» ۱ .

وقفة مع هذه الخطبة الشريفة:

يعتبر المشهد العامّ العظيم ـ الذي شهده عشرات آلاف من المسلمين ـ فُرصة عظيمةً لإبلاغ أهداف رئيسيّة حملها الرسول طيلة دعوته وبيان مهمّات خطّة الاُمّة الإسلامية في مسيرتها الطويلة الآتية ، و المؤثّرات في حضارتها الرائعة ، فاغتنم رسول الله(صلى الله عليه وآله) تلك الفرصة التي أُتيحت له ، فجمع المسلمين حوله ، وتكلّم ، فبلّغ ، وأنذر ، وهدى ، وبيّن .
ونسرد هنا بنحو سريع تلك الأهداف السامية التي احتوتها الخطبة الشريفة :
1ً ـ حمد الله وثناؤه : بما أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو الأُسوة للمسلمين ، بل لكلّ البشر ، ابتدأ كلامه بذكر الله تعالى وحمده ومجده وثنائه ، كما بدأ الله تعالى كتابه المجيد ببسم الله وحمده وثنائه .
2ً ـ الاستغفار : الرجوع إلى الله تعالى بعد المعصية أو الغفلة باب للنجاح والفوز ، وقد أكّد عليه كتاب الله تعالى وسنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله) .
3ً ـ الاستعاذة : العوذ بالله تعالى من شياطين الإنس والجنّ ، ومن شرور النفس ووساوس الصدر ، ومن سيّئات الأعمال ، ممّا عوّدنا عليه كتاب الله تعالى ، وجاءت به تعاليمه المباركة ، كما نقرأ في السورتين المعوّذتين في الكتاب الكريم ، وأيضاً تعليم الله تعالى لنبيّه ، قال له : (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)۲ وهذا من أَدَبِ الله تعالى لنبيّه الكريم ، حيث أنّ المعوّذات الثلاث مبدوءة بكلمة «قُلْ» إنّما المخاطب بها النبيّ(صلى الله عليه وآله) خاصّة .

1.مستدرك الوسائل : ۱۰ / ۳۲ ح۱۱۳۸۵ ، وعنه جامع الأحاديث : ۱۱ / ۴۶۹ ح۳۱۹۶ .

2.سورة المؤمنون : ۹۷ ـ ۹۸ .

الصفحه من 342