خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 319

مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) 1 و في آيات اُخرى . فرسول الله(صلى الله عليه وآله) في خطابه العامّ ذلك ذكر حرمة الربا حتّى يسمعه المسلمون الذين دخلوا في دين الله تعالى أفواجاً بعد فتح مكّة ، فهم لايزالون حديثي عهد بالإسلام ، فكان على نبيّ الله(صلى الله عليه وآله) تعليمهم ، فبدأ بإلغاء ربا أقرب الناس إليه وهو عمّه العبّاس بن عبد المطّلب، ليكون عبرةً لكلّ المسلمين وأوقع في نفوسهم .
10ً ـ إلغاء دماء الجاهليّة : إنّ مجتمع الاُمّة الإسلامية صنعه القرآن والإسلام والنبيّ(صلى الله عليه وآله) فوضع له قوانين وآداباً وأحكاماً خاصّة غير ما كان عند المشركين والكافرين ، ففي هذه الأمّة القرآنيّة الفتيّة ألغى الإسلام أحكام الجاهليّة وعاداتها ، وما كان بين أهلها من التخاصم والعدوان ، فبعد أن أصبحوا مسلمين صاروا إخواناً كأن لم يكن بينهم شحناء ودماء ونزاع ، فقد طمس الإسلام ما كان بينهم من الدماء لأسباب تافهة ، وكذا تجاوز القبيلة على الأُخرى ، والعدوان من عشيرة على اُخرى ، وألغى معالمها وأحلّ محلّها أُخوّة الإيمان ; ولذا ابتدأ(صلى الله عليه وآله)بإلغاء دم واحد من عشيرته وهو عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب الذي قتله بنو هذيل ، ليكون القبول أسرع في نفوس الآخرين .
11ً ـ إلغاء قوانين الجاهلية : بما أنّ الكعبة المشرّفة بيت الله العظيم الذي التزم العرب بزيارته والطواف به والوقوف بالمشاعر المقدّسة التي حوله ، وذلك مما بقيت فيهم من أيّام الحجّ الإبراهيمي من مراسم ومناسك، ولكنّها انحرفت عن مسيرها الصحيح، وخالطتها أعمال لم ينزل بها شرع ولا ديانة ، فقد كان لهم في ذلك عادات ، مثل أن لايطوف بالبيت أحدٌ إلاّ بثوب أهل الحرم ، وإن طاف بثوبه كان اللازم عليه أن ينزعه ويلقيه بفناء الكعبة حتّى تفنيه الشمس والمطر وأقدام الطائفين ، فألغى الإسلام ذلك كما ألغى القرابين بفناء الكعبة للأصنام التي نصبوها بجوار

1.سورة البقرة : ۲۷۸ ـ ۲۷۹ .

الصفحه من 342