خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 320

الكعبة وداخلها وخارجها وفوقها . وعادات وتقاليد أُخرى كانت سائدةً في حجّهم وحياتهم الجاهليّة ، ألغاها رسول الله(صلى الله عليه وآله) كلّها .
إلاّ السدانة; وهي خدمةُ بيت الله العظيم وصيانتُه التي كانت بيد بني شيبة قبل الإسلام ، فأبقاها بيدهم بعد فتح مكّة ، وكذا سقاية الحاجّ من بئر زمزم التي كانت بيد العبّاس بن عبد المطّلب وبنيه ، فأبقاها بأيديهم .
12ً ـ وضع القِود لجناية العمد ، والدية مائة بعير لجناية الخطأ : إنّ الإسلام وضع في الجناية على النفس والأعضاء القصاص في صورة العمد ، كما قال تعالى : (وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَوةٌ يَا أُوْلِى الاَْلْبَابِ)۱ و (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِى الْقَتْلَى)۲ وجعل الدية في الخطأ وشبه العمد ، وفي هذا الخطاب حدّد رسول الله(صلى الله عليه وآله) مائة بعير ديةً للنفس ، ومنع من الزيادة ، التي كانت متداولة في العهد الجاهليّ .
13ً ـ إبطال النسيء : كانت الشهور من بداية خلق الله تعالى للعالم اثني عشر شهراً ، كما قال تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِى كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)۳ والأشهر الحُرُم الأربعةُ هي : ذُو القعدة ، وذُو الحجّة ، والمحرّم ثلاثة متواليات ، ورجبٌ بين جُمادى وشعبان . فلاتصحّ الزيادة في عدد الأشهر ولاالنقصان ، كما لايجوز تقديم شهر على شهر أو تأخيره عنه ، بل يجب إبقاء الشهور على حالها كما جعلها الله تعالى .
وفي مجمع البيان : ومعنى (حُرُم) أنّه يعظُمُ انتهاكُ المحارم فيها أكثرَ ممّا يعظُمُ في غيرها . وكانت العرب تعظّمها حتّى لو أنّ رجلاً لقي قاتل أبيه فيها لم يهجه لحرمتها ، وإنّما جعلَ الله تعالى بعض هذه الشهور أعظم حرمةً من بعض لِما عَلِمَ من المصلحة

1.سورة البقرة : ۱۷۹ .

2.سورة البقرة : ۱۷۸ .

3.سورة التوبة : ۳۶ .

الصفحه من 342