خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 322

رسولهم(صلى الله عليه وآله) ـ بل لانعرف بعد هذا المشهد العظيم مشهداً عامّاً عظيماً في ما بقي من عمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ يوم غدير خمّ ، ذكّر بحقوق النساء ، وأكّد على ذلك تأكيداً بليغاً ، وذكّر بحقوق الرجال على نسائهم حتّى يعيش المسلمون رجالهم ونساؤهم عيشةً راضية في أمان وصفاء وإخلاص ووفاء .
15ً ـ حرمة أموال المسلمين : ومع أهميّة حرمة الدماء والأعراض ، فإنّ حرمة أموال المسلمين التي بها قوام حياتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة ، لا تقلّ أهميّة ، ومن هذا المنطلق راح رسول الله(صلى الله عليه وآله) يشدّد على حرمتها ولزوم حفظها ورعايتها ، وعدم التجاوز عليها .
16ً ـ الأُخوّة الإسلامية : إنّ القرآن الكريم والرسول العظيم(صلى الله عليه وآله) ناديا طيلة ثلاثة وعشرين عاماً بأنّ المؤمنين إخوةٌ ، فجميع مَن دخلَ في الإسلام وانضوى تحت راية التوحيد ، فهم إخوة في الله .
17ً ـ سَدّ باب الفتن : حيث أنّ الرسول عَلِمَ بأنّه في آخر أيّام حياته في الدُنيا ، وأنّ الفتن الاجتماعية والسياسيّة واقعةٌ لا محالةَ من بعده ، فقد أكّد(صلى الله عليه وآله)على ضرورة ثباتهم على الصراط المستقيم ، وهو الإسلام الحنيف ، وأن لايقتل المسلمون بعضهم بعضاً بأيّة ذريعة كانت .
18ً ـ التمسّك بِالثَقَلين : إحدى النقاط الرئيسيّة الهامّة في هذه الخطبة الرائعة الحثّ على تمسّك الأُمّة الإسلامية بالثَقَلين ، وهما القرآن الكريم ، الثقل الأكبر ، وأهل بيت النبيّ الثقل الأصغر ، وأعلن أنهما معاً لا يفترقان ، ودعا(صلى الله عليه وآله) إلى التمسّك بهما في مواضع شتّى ، وأعلن أنّ مَنْ تمسّك بهما نجا ، ومَنْ تخلّف عنهما غرق وهلك ; وكانت الدعوة هذه إحدى الاهتمامات المحمّدية الهامّة على طول دعوته(صلى الله عليه وآله) وقد أكّد وكرّر ذلك في مواطن عديدة ، ومنها هذا المشهد العامّ .

الصفحه من 342