خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 323

19ً ـ الإعلان عن قانون ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)۱ : إنّ للأفكار القوميّة والدعوات العنصريّة دوراً بارزاً في المجتمع الإنساني ، وقد مُلِئَ التاريخُ بحوادث ومآس كبيرة ورهيبة على أثر هذه الأفكار الباطلة ،
هذه الآراء الفاسدة من التفاخر بالآباء والأجداد والطائفيّة والقبليّة ، بلغت في عصر الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى حدّ التفاخر والتكاثر بالموتى ـ إضافة إلى كثرة الأحياء ـ كما عاتبهم سبحانه وتعالى على ذلك بقوله : (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)۲ وسعى(صلى الله عليه وآله) إلى إلغاء هذه الآراء الجاهليّة ، وأكّد في خطابه هذا على بطلانها ، حيث قال(صلى الله عليه وآله) : «إنّ أباكم واحدٌ ، كلّكم لآدم ، وآدم من تراب ، وليس لعربيٍّ على عجميٍّ فضلٌ إلاّ بالتقوى» .
فالكلّ سواسية كأسنان المشط ، فلايقيم الإسلام أيّ اعتبار للّون ولاللّغة ولاللجاه ولاللرئاسة ولاللقدرة ولاللمال ، والمعيار الوحيد للأفضليّة والامتياز بين الناس إنّما هو تقوى الله تعالى ، وما يملكونه من علم وعمل صالح وجهاد في سبيله .
20ً ـ النهي عن الظلم في الوصيّة : إنّ الله تبارك وتعالى عيّن ميزاناً لتقسيم الميراث بين الورثة حتّى ينالوا كلّهم ممّا ترك مورّثهم ، وقد أجازَ للموصي أن يُوصي بالثلث من أمواله إلى بعض أقربائه أو في سُبِلَ الخير ، ونهى أن يوصي بجميع أمواله لبعض الورثة من بنين أو بنات ويحرم الآخرين غيرهم .
21ً ـ الولد للفراش: في حين كانت العلاقات الجنسيّة بين الرجالوالنساء غير منضبطة، ولم تكن قواعدُ تحدّد زينَها عن شينِها ، ولم تكن هناك شريعةٌ تمنع من التعدّي على الحقوق أو الأعراض والحُرُمات، بل المتّبعُ كان هوالزُور والشهوة والرغبات، ولذا كانت الشبهات تسري لتشمل حتّى الأولادوالنسل، ولإيقاف ذلك

1.سورة الحجرات : ۱۳ .

2.سورة التكاثر : ۱ ـ ۲ .

الصفحه من 342