خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 326

خطبته(صلى الله عليه وآله) يوم النحر

۰.لقد ذكرنا خطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعرفة ، وأشرنا إلى أنّ بعض المصنّفين ـ كالبخاري والنسائي۱ـ عبّر عنها بخطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم النحر ، ولم يذكر له خطبة سواها ليوم عرفة ، ولا ليوم النحر .
وذكر بعض المؤرِّخين خطبة لرسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنى ، ومفادها يقرب من خطبته بعرفة ، ولكن نصّوا بأنّها خطبته بمنى ، من هؤلاء محمّد بن سعد في الطبقات ، بالسند عن عمرو بن خارجة قال : خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنى وإنّي لتحتَ جِران ناقته ، وهي تقصعُ بِجِرّتِها ، وإنّ لعابَها ليسيل بين كتفيّ ، فقال :
«إنّ الله قسم لكلّ إنسان نصيبه من الميراث فلاتجوز لوارث وصيّة ، ألا وإنّ الولد للفِراش وللعاهر الحَجَر ، ألا ومن ادّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه رغبةً عنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» .
و فيه أيضاً بالسند عن ابن عمر : أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجّة التي حجّ ، فقال للناس : «أيّ يوم هذا ؟» فقالوا : يوم النحر . قال : «فأيّ بلد هذا ؟» قالوا : البلد الحرام . قال : «فأيّ شهر هذا ؟» قالوا : الشهر الحرام . فقال : «هذا يوم الحجّ الأكبر ، فدماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا الشهر في هذا اليوم» . ثمّ قال : «هل بلّغت ؟» قالوا : نعم . فطفق رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول : «اللّهمَّ اشهد» . ثمّ ودّع الناس ، فقالوا : هذه حجّة الوداع .
و فيه أيضاً بالسند عن نُبيط بن شريط الأشجعي ، قال : إنّي لرديف أبي في حجّة الوداع إذْ تكلّم النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقمت على عجز الراحلة ووضعت رجليّ على عاتقي أبي ، قال : فسمعته يقول : «أيّ يوم أحرم ؟» قالوا : هذااليوم . قال : «فأيّ شهر أحرم ؟» قالوا : هذا الشهر ، قال : «فأيّ بلد أحرم ؟» قالوا : هذاالبلد . قال : «فإنّ

1.السنن الكبرى للنسائي: ۳ / ۴۳۲ ح۵۸۵۰ .

الصفحه من 342