خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 328

رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول في حجّة الوداع : «هل تدرون أيُّ يوم هذا ؟» . قال : «وهو اليوم الذي يدعون يوم الرؤوس» ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «هذا أوسط أيّام التشريق ، هل تدرون أيّ بلد هذا ؟» . قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «هذا المَشْعَرُ الحرام» . ثمّ قال : «إنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد هذا ، ألا وإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا حتّى تلقوا ربّكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا فليُبَلِّغْ أدناكم أقصاكم ، ألا هل بلّغتُ» فلمّا قدمنا المدينة لم يلبث إلاّ قليلاً حتّى مات(صلى الله عليه وآله) .
ثمّ قال : رواه محمّد بن بشّار عن أبي عاصم بهذا الإسناد وقال : قالت : خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم الرؤوس ۱ .
وفي مسند أحمد بن حنبل عن أبي نضرة قال : حدّثني من سمع خطبة النبيّ(صلى الله عليه وآله)في وسط أيّام التشريق فقال : «يا أيّها الناس! ألا إنّ ربّكم واحد ، وإنّ أباكم واحد ، ألا لافضلَ لعربيّ على عجميّ ، ولا لعجميّ على عربيّ ، ولالأحمر على أسود ، ولالأسود على أحمر إلاّ بالتقوى ، أبلّغت ؟» . قالوا : بلّغ رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى آخر الحديث ۲ .
وقد روي في دعائم الإسلام عن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) ، عن الإمام عليّ(عليه السلام)قال : سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يخطب يوم النحر وهو يقول : «هذا يوم الثجّ والعجّ . ـ والثجّ: ما تهريقون فيه من الدماء ـ فمن صدقت نيّته كانت أوّل قطرة له كفّارة لكلّ ذنب . ـ والعجّ : الدعاء ـ فعجّوا إلى الله ، فوالذي نفس محمّد بيده لا ينصرف من هذا الموضع أحد إلاّ مغفوراً له إلاّ صاحب كبيرة مصرّاً عليها

1.السنن الكبرى : ۷ / ۳۳۰ ح۹۷۷۹ .

2.مسند أحمد بن حنبل: ۹/ ۱۲۷ ح۲۳۵۴۸ ، وعنه نيل الأوطار : ۵ / ۸۲ ، باب الخطبة أوسط أيّام التشريق ح۳ .

الصفحه من 342