لايحدِّث نفسه بالإقلاع عنها» ^۱ .
أقول : أغلب الظنّ أنّ هذه الخطبة قد قالها بمنى يوم النحر في حجّة الوداع ، كما يدلّ عليه لفظة «هذا الموضع» . ولكن يحتمل أن يكون قد ألقاها يوم عيد الأضحى بالمدينة المنوّرة في عام من الأعوام ، ومراده من «هذا الموضع» مصلّى العيد ومكان الخطبة ومجمع المسلمين ، ولكن روايات البيهقي صريحة في أنّه أوردها بمنى يوم النحر في حجّة الوداع :
فقد روى البيهقي بسنده عن أبي بكرة قال : خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم النحر فقال : «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض » .
وفيه أيضاً بسنده عن الهرماس بن زياد قال : رأيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأنا صبيّ أردفني أبي يخطب الناس بمنى يوم الأضحى على راحلته .
وفيه أيضاً بسنده عن أبي أمامة سمعت أبا أمامة يقول : سمعت خطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنى يوم النحر .
وفيه أيضاً بسنده عن رافع بن عمرو المزني قال : رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء ، وعليٌّ يُعَبّرُ عنه ، والناسُ بين قائم وقاعد ^۲ .
وروى أبو جعفر الصدوق في (الخصال) بسنده عن أبي أمامة يقول : سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : «أيّها الناس إنّه لا نبيّ بعدي ، ولا اُمّة بعدكم ، ألا فاعبدوا ربّكم ، وصلّوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وحجّوا بيت ربّكم ، وأدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم ، وأطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنّة ربّكم» ^۳ .