خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 336

بالعينة ۱ والرشا ، ويوضع الدين وترفع الدنيا » . قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يارسول الله ؟
قال : «إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان وعندها يكثر الطلاق ، فلا يقام لله حدّ ، ولن يضرّوا الله شيئاً » .قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يارسول الله ؟
قال : «إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان وعندها تظهر القينات والمعازف ، ويليهم أشرار اُمّتي » . قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يارسول الله ؟
قال : «إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان وعندها تحجّ أغنياء اُمّتي للنزهة ، وتحجّ أوساطها للتجارة ، وتحجّ فقراؤهم للرياء والسمعة ، فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير الله ، ويتّخذونه مزامير ، ويكون أقوام يتفقّهون لغير الله ، وتكثر أولاد الزنا ، ويتغنّون بالقرآن ، ويتهافتون بالدُّنيا » .قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يارسول الله ؟
قال : «إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان ذاك إذا انتهكت المحارم ، واكتسبت المآثم ، وتسلّط الأشرار على الأخيار ، ويفشو الكذب ، وتظهر اللجاجة ، وتفشو الفاقة ، ويتباهون في اللباس ، ويُمطرون في غير أوان المطر ، ويستحسنون الكوبة والمعازف ، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتّى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذلّ من الأمَة ، ويظهر قرّاؤهم وعبّادهم فيما بينهم التلاوم ، فأُولئك يُدْعَوْن في ملكوت السماوات «الأرجاس والأنجاس» » .
قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يارسول الله ؟
قال : «إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان فعندها لا يحضّ الغنيّ على الفقير ، حتّى أنّ السائل يسأل فيما بين الجمعتين لا يُصيب أحداً يضع في كفّه شيئاً » .

1.العِينَة: هو أن يبيع من رجل سِلْعَة بثمن معلوم إلى أجل مسمّىً ، ثمّ يشتريها منه نقداً بأقلّ من الثمن الذي باعها به .

الصفحه من 342