قال سلمان : وإنّ هذا لكائن يارسول الله ؟ قال : «إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان عندها يتكلّم الرويبضة » ، فقال : وما الرُوَيْبَضَةُ؟ يارسول الله ، فداك أبي واُمّي ؟
قال(صلى الله عليه وآله) : «يتكلّم في أمر العامّة من لم يكن يتكلّم ، فلم يلبثوا إلاّ قليلاً حتّى تخور الأرض خَوْرَةً ، فلا يظنّ كلّ قوم إلاّ أنّها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ، ثمّ ينكتون في مكثهم ، فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها ذهباً وفضّة ، ثمّ أومأ بيده إلى الأساطين فقال : مثل هذا ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضّة » ۱ .
* خطبته(صلى الله عليه وآله) بغدير خُمّ
۰.إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعدما قضى نسكه وأتمّ حجّه ، في ضحى اليوم الرابع عشر من ذي الحجّة ، غادر مكّة المكرّمة متوجّهاً نحو المدينة المنوّرة .
وكذلك المسلمون الذين جاؤوا من القرى والبوادي والبلدان رجعوا إلى أوطانهم ; لأنّ أمير الحجّ وهو نبيّهم(صلى الله عليه وآله) قال لهم :«إذا قضى أحدكم حجّه فليعجّل الرحلة إلى أهله ، فإنّه أعظم لأجره » ۲ .
1.تفسير القمي : ۲/۳۰۳ ـ ۳۰۷ ، وعنه بحار الأنوار : ۶/۳۰۵ ـ ۳۰۹ ح۶ ، وتفسير البرهان : ۴/۱۸۳ ح۱ ذيل الآية الكريمة (فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا) سورة محمّد(صلى الله عليه وآله): ۱۸ . وروى المحدّث النوري عن المجموع الرائق للسيّد هبة الله ، عن مجموعة لبعض القدماء ، فيها ستّ خطب من خطب أَمِير المُؤمِنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) كانت في خزانة كتب السيّد علي بن طاوس ، وعليها خطّه .
منها : الخطبة المعروفة باللؤلؤيّة . ثمّ ذكر سنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري . قال : رقى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) منبر البصرة خطيباً ، فخطب خطبة بليغة . وهذه الخطبة أيضاً في أشراط الساعة ، ونصها قريب من نصّ الخطبة النبويّة عند الكعبة المشرّفة .
اُنظر : مستدرك الوسائل : ۱۱ / ۳۷۷ ح۱۳۳۰۴ ، ونقلناه في كتابنا (جابر بن عبدالله الأنصاري حياته ومسنده) : ۴۳۰ ـ ۴۳۲ ح۴۴۰ .
2.سنن الدارقطني : ۲ / ۲۶۳ ح۲۷۶۴ ، المستدرك على الصحيحين : ۱ / ۶۵۰ ح۱۷۵۳ ، كنز العمّال : ۵ / ۲۴ ح۱۱۸۹۰ .