خُطَبُ رسول الله(ص)في حجّة الوداع - الصفحه 338

فعجّلوا الخروج واغتنموا فرصة مرافقة موكب الرسول ولو لبعض الطريق ، وكانت طريق كثير من هؤلاء الحجّاج مشتركة مع أهل المدينة ، ويفترق بعضهم عن البعض الآخر بعد طيّ مسافة قاصدين أوطانهم .
وكان موكب الرسول(صلى الله عليه وآله) يسير نحو المدينة بطيّ المنازل ، حتّى مضى اليوم الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر ، ففي ضحى اليوم الثامن عشر نزلَ جبرئيل على خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله) ليبلغه بأمر هامّ من قِبَل الله تعالى .
ففي تفسير العيّاشي عن زيد بن أرقم أنّه قال: إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) بولاية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) عشيّة عرفة ، فضاق بذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) مخافةَ تكذيب أهل الإفكِ والنفاقِ ، فدعا قوماً أنا فيهم ، فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم ، فلم نَدْرِ ما نقولُ له ، وبكى(صلى الله عليه وآله) فقال له جبرئيل: ما لكَ يا محمّد؟ أجزعت من أمر الله ؟ فقال: «كلاّ يا جبرئيل ، ولكن قد علم ربّي ما لقيتُ من قريش ، إذ لم يقرّوا لي بالرسالة » ۱ .
وفيه ـ أيضاً ـ عن زيد بن أرقم ـ بعد ما ذكر ـ قال: فلمّا نزلنا الجحفة راجعين وضربنا أخبيتنا نزل جبرئيل بهذه الآية: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) . . . إلى آخره ۲ .
وفيه أيضاً عن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) أنّه قال في حديث: فلمّا انتهى(صلى الله عليه وآله)إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية عليّ(عليه السلام) وقد كانت نزلت ولايته بمنى ، وامتنع رسول الله(صلى الله عليه وآله) من القيام بها لمكان الناس ، فقال: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ممّا

1.تفسير العيّاشي: ۲ / ۱۴۱ ح۱۰ .

2.تفسير العيّاشي: ۲ / ۹۷ ح۸۹ ، وعنه تفسير البرهان: ۲ / ۱۴۶ قطعة من ح۱ ، وبحار الأنوار: ۳۷/۱۵۱ـ ۱۵۲ قطعة من ح۳۷ .

الصفحه من 342